رسالة السلام تخطف الأضواء في نواكشوط.. وزير الثقافة الموريتاني يثمّن فكرها الإصلاحي وكتاب الطلاق يهدد أمن المجتمع
كتبت- هدى العيسوي
في مشهد ثقافي استثنائي بالعاصمة الموريتانية، انطلقت فعاليات النسخة الأولى من معرض نواكشوط الدولي للكتاب تحت شعار "رفوف الصحراء"، بمشاركة أكثر من ثمانين دار نشر من العالمين العربي والأفريقي، وبإشراف مباشر من الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني.
المعرض الذي تنظمه وزارة الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، من 20 إلى 26 أكتوبر الجاري، يمثل خطوة نوعية لإحياء مكانة الكتاب في المجتمع الموريتاني، وإعادة الاعتبار للثقافة بوصفها أداة للتنمية وبناء الوعي، إضافة إلى ترسيخ جسور التواصل الفكري بين المشرق والمغرب والعالمين العربي والأفريقي.
وسط هذا الزخم الفكري، برز جناح مؤسسة رسالة السلام العالمية كأحد أبرز الأجنحة الفكرية في المعرض، إذ جذب الأنظار بما قدّمه من مؤلفات تحمل رؤية إصلاحية وسطية تُعلي من قيم الحوار والتسامح وتدعو إلى السلام الفكري والمجتمعي.
وخلال جولته الرسمية، تفقد وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان والناطق باسم الحكومة الحسين ولد مدو جناح مؤسسة رسالة السلام، حيث أبدى إعجابه بما تقدمه المؤسسة من إصدارات فكرية تخاطب العقل والوجدان معًا. وتوقف الوزير باهتمام عند كتاب "الطلاق يهدد أمن المجتمع"، مشيدًا بعمقه الإنساني وطرحه المتزن الذي يجمع بين المنظور الديني والاجتماعي لمعالجة واحدة من أخطر القضايا التي تهدد كيان الأسرة واستقرار المجتمعات العربية.
وأكد الوزير أن الكتاب يقدم معالجة فكرية راقية توازن بين القيم الدينية والاعتبارات الاجتماعية، ما يجعله مرجعًا فكريًا مهمًا في مسار تعزيز الأمن الأسري والمجتمعي.
وشهد جناح المؤسسة إقبالًا واسعًا من المثقفين والباحثين والطلاب، الذين وجدوا في مؤلفاتها طرحًا يجمع بين الفكر الإصلاحي والعمق المعرفي، ويواكب النقاشات الراهنة حول قضايا الأسرة، والهوية، والوعي الديني، والتنمية الثقافية.
كما نظمت المؤسسة على هامش مشاركتها جلسات فكرية مفتوحة تناولت دور الفكر المستنير في إعادة بناء الوعي الجمعي ومواجهة التطرف، إلى جانب تعزيز قيم التسامح والتعايش والسلام الاجتماعي.
وتأتي مشاركة مؤسسة رسالة السلام في هذا الحدث الثقافي الدولي امتدادًا لحضورها العربي المتنامي في عدد من المعارض الكبرى، من بينها القاهرة والرباط والخرطوم وتونس والنيجر ومالي، ضمن رؤيتها لبناء جسور معرفية وإنسانية بين الشعوب العربية والأفريقية.
ومن المنتظر أن يشهد جناح المؤسسة خلال الأيام المقبلة توقيع مجموعة من الإصدارات الفكرية الجديدة، إلى جانب لقاءات ثقافية مع مفكرين وأكاديميين موريتانيين لمناقشة قضايا الأسرة والسلام الاجتماعي، في خطوة تعزز الحضور الفاعل للفكر الإنساني المتجدد في المشهد الثقافي الموريتاني.
