recent
أخبار ساخنة

حوار خاص "الإدارة بين السلطة والشعور بالنقص"وأدوات القمع والإقصاء من منظور نفسي

 حوار خاص "الإدارة بين السلطة والشعور بالنقص"  وأدوات القمع والإقصاء من منظور نفسي


كتبت. هبة محمد





في الأسرة والمجتمع ومحيط العمل قد تحدث بعض المناوشات والصراعات التي يعتبرها البعض اختلافا في وجهات النظر فيتمتعون بقدر كاف من الاحتواء والمسئولية وقد يتصدى البعض بدوافع شخصية ورغبات في التشفي بحكم المنصب والكرسي وما لهما من نفوذ وبريق 



ونحن في هذا الحواؤ  نحاول مناقشة هذا الأمر للوصول إلى الحل الأمثل لمثل هذه الظواهر 



ولعلنا في هذا الحوار نوفق إلى مناقشته مع المتخصصين النفسيين ملتزمين بالحيادية والفهم والأمانة المهنية 



ويسعدنا اللقاء مع الدكتورة حسينة عزام المتخصصة في العلوم الإنسانية والحاصلة على درجة العالمية الدكتوراة في علم النفس التعليمي من جامعة عين شمس 


الجريدة: 

بداية أهلا ومرحبا بكم في هذا اللقاء الخاص ونرجو أن تكون الإجابة كعهدنا بكم وافية كافية 


الدكتورة حسينة عزام 

مرحبا بكم ونسأل الله العون والتوفيق



الجريدة: 

دكتورة حسينة كثيرا ما ترد إلينا في باب شكاوى وهموم أسئلة كثيرة تتعلق بالشأن الوظيفي والعلاقة بين المنتسبين لعمل واحد ونريد في هذا اللقاء تسليط الضوء على بعض منها 


الدكتوره حسينة عزام: 

على الرحب والسعة 



الجريدة: 

بداية ما التحليل النفسي الدقيق لمن يستغل منصبه لإرهاب موظفيه وقمعهم أوحتى محاولة السيطرة عليهم؟ 


الدكتوره حسينة عزام: 

يواجه الفرد في مسيرة الحياة ضغوطا كثيرة ومنها بل وأقساها تعسف بعض قيادات العمل داخل بعض المؤسسات ويزيد ذلك حينما تسند المسئولية لمڛئول غير مسئول يتعامل مع مرؤوسيه بمبدأ الإقصاء والتهميش  أو تدليس الحقائق أو محاولة الانتقاص من أقدار الغير لحاجة في نفسه


الجريدة: 

ترى ما السبب في ذلك 


الدكتوره حسينة عزام: 

ربما يرجع السبب في  تكرر شكاوى بعض  الموظفين من تعرّضهم لضغوط خفية، وتهديدات بالإقصاء أحيانًا دون سبب مهني واضح سوى الانتقام الشخصي إلا أن بعضهم لا يدركون أن القيادة مسئولية وفن ومهارة لامباهاة بالقوة والسلطة لذلك حين يشعر هذا المسئول  بالنقص أمام موظفٍ مبدع أو لامع فيبدأ في البحث عن وسيلة لإخماد ذلك النور بدل أن يحتفي به

ولأن القهر لا يُمارَس اليوم بالصوت العالي فقط، فقد أصبح التحايل الإداري وسيلة العاجزين؛ فهم يرتّبون أوراق اللعبة بمهارة  ويبرّرون الاضطهاد والإقصاء وكأنه إجراء نظامي، بينما هو في جوهره انتقام شخصي مقمع بختم رسمي.


الجريدة: 

ما موقف الدراسات النفسية من هذه الشخصية المتسلطة؟ 


الدكتورةحسينة عزام: 

علم النفس يهتم عادة بتحليل هذه الظواهر الطارئة ويسعى العلماء بكل عزم لوضع النظريات وتخصيص المشروعات البحثية لتحليل الأسباب والظواهر السلوكية التي تؤدي إلى هذه الاضطرابات في محاولة جادة لإيجاد الحلول لتحقيق التوازن 


الجريدة: 

هكيف يمكننا توصيف الشخصية الانتقامية خاصة  إذا كانت مسئولة؟ 


الدكتورة حسينة عزام: 

 لعل أبسط توصيف افترضه علم النفس هو مصطلح السيكوباتية ويعني اضطراب في الشخصية يجعل الشخص عدوانيا بطبعه يصحبه دائما الانانية وحب الاذى والإفساد الناعم الذي لا يقل خطورة عن أنواع الفساد الأخرى لأن الشخص المضطرب الذي يحرّف النظام ليبرّر قراراته الانتقامية، يسيء إلى العدالة المؤسسية ويزرع الخوف في بيئة العمل ولكن الأخطر من السلطة المنحرفة هو الشخص الذي فقد ضميره قبل أن يفقد قيمه؛ ذاك الذي لا يردعه مبدأ ولا يوقظه ضمير، يصعد على أكتاف الآخرين ليُثبت ذاته، ويجمع أخطاء زملائه ليحوّلها إلى سلاحٍ ضدهم فيتخذ التملق والنفاق وسيلة فيُجيد التمثيل، فيبتسم في وجهك صباحًا، ويخطّط لإسقاطك مساءً هذا النموذج هو الخطر الحقيقي في أي مجتمع أو مؤسسة، لأنه لا يسعى للنجاح الجماعي بل يتغذّى على سقوط الآخرين.


الجريدة: 

ما الحل الأمثل للقضاء على مثل هذه النماذج بكل تداعياتها؟ 


الدكتورة حسينة عزام: 

الحل يبدأ من يقظة الضمير ومراقبة الله و تفعيل دور الرقابة الإدارية الذكية، القادرة على قراءة ما وراء الأقوال و المستندات فنحن ندرك أنه ليست كل ورقة رسمية بريئة من الدوافغ


الجريدة: 

 من الناحية النفسية،ما الأضرار السلبية التي تعود على الفرد  حين يدرك أن اجتهاده أصبح عبئًا عليه خاصة إذا كان موظفا؟


الدكتورة حسينة عزام: 

هذا أخطر ما في الأمر فإن الشخص بعامة  و الموظف خاصة حين يكتشف أن إخلاصه وتميزه يعتقده من يرأسه تهديدا له، يشعر بالخذلان، ويبدأ في كبت طاقاته، وقد يفكر في الرحيل ولا شك أن  المؤسسة تخسر في هذه الحالة اثنين: موظفًا كفؤًا، وقيمة العدالة في آنٍ واحد.


الجريدة: 

ما الذي يجب أن يفعله المجتمع و المؤسسات لحماية المبدعين من هذا النوع من التسلّط؟



الدكتورة حسينة عزام: 

أولاً، أن تُكرّس ثقافة التقدير لا التهديد.

ثانيًا، أن تُراقب دوافع القرارات الإدارية لا فقط نصوصها.

وثالثًا، أن تُوفّر قنوات تظلم مستقلة تحمي الموظف من “المدير المتألم من نجاح غيره


الجريدة: 

ما  كلمتكم الأخيرة؟


الدكتورة حسينة عزام: 

المسئول سواء كان في محيط الأسرة أو العمل أوالمؤسسة الذي يسعى لإخراس الالسنة وكبت الحريات وإقصاء المبدعين لكي يشعر بالتوازن، هو شخص يعيش أزمة داخلية لا أزمة إدارية فالقائد الحقيقي يعلي من قيمة العمل الجماعي ويفرح بتألّق فريقه، لأن نجاحهم انعكاس لنجاحه.



أما من يُخفي ضعفَه داخل أدراجه وعقله ويختبئ وراء أوراق رسمية ومسوّغات شكلية، فهو لا يدير مؤسسة… بل يدير معركة مع نفسه


لكن ليست الصورة كلها مظلمة ففي كل مجال أسرة أو مؤسسة هناك نوعان من القادة:

من يفتح الأبواب أمام الإبداع، ومن يغلقها خوفًا من أن يُقارن به.

والأخطر من الظلم أن يُمارس الظلم باسم النظام. 


الجريدة: 

في نهاية الحوار خالص التقدير لكم على هذه الإثراءات 


الدكتورة حسينة عزام: 

العفو وأرجو أن يكون الحوار خطوة في سبيل الانتفاع بنظريات التحليل النفسي الحديث.

 حوار خاص "الإدارة بين السلطة والشعور بالنقص"وأدوات القمع والإقصاء من منظور نفسي
دكتور طارق عتريس أبو حطب

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent