الرئيس السيسي يكرم العميد محمد محمود يوسف تقديرًا لمسيرته الوطنية وبطولاته في ميادين القتال
كتبت - هدى العيسوي
شهدت احتفالية الذكرى الثانية والخمسين لانتصارات أكتوبر المجيدة تكريمًا مميزًا لأحد أبطال الجيش المصري، حيث قام الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، بتكريم العميد محمد محمود يوسف، تقديرًا لعطائه الوطني ومشاركته المشرفة في حروب اليمن والاستنزاف ونصر أكتوبر العظيم.
ويُعد العميد محمد محمود يوسف من رموز سلاح المدفعية الذين خلّدوا أسماءهم في سجل البطولات المصرية، إذ تخرج في الكلية الحربية مطلع عام 1960 ليبدأ مسيرة عسكرية حافلة بالواجب والانضباط والإقدام في خدمة الوطن.
كانت أولى محطاته القتالية في حرب اليمن عام 1964، حيث تولى مهام رئيس عمليات مدفعية قطاع حرض لمدة عامين ونصف، ليكتسب خبرات ميدانية واسعة مكّنته من أداء أدوار حاسمة في المعارك التالية.
وخلال حرب يونيو 1967، تولى العميد محمد يوسف منصب رئيس عمليات كتيبة مدفعية، وأظهر شجاعة نادرة في مواجهة ظروف المعركة الصعبة، حيث قاد الجنود والضباط المتبقين في انسحاب بطولي من سيناء إلى مدينة السويس سيرًا على الأقدام، مجسدًا روح الجندية المصرية التي لا تعرف اليأس أو الاستسلام.
ومع بدء إعادة بناء القوات المسلحة بعد النكسة، كان من أوائل الضباط الذين ساهموا في إعادة تنظيم وتدريب وحدات المدفعية، فشغل مناصب متعددة حتى أصبح قائد سرية بكتيبة 306 مدفعية – لواء 41، ثم قائدًا لكتيبة 305 مدفعية بالمنطقة المركزية، ليواصل أداءه البطولي واستعداده الدائم لخوض معركة التحرير.
وفي حرب أكتوبر 1973، كان له دور محوري في التمهيد النيراني لعبور قناة السويس، حيث تولت كتيبته تنفيذ ضربات مدفعية مكثفة على طول الجبهة لتدمير الحصون الإسرائيلية بخط بارليف، مما مهّد الطريق لعبور المشاة والدبابات المصرية إلى الضفة الشرقية وبدء ملحمة النصر.
كما شارك في حرب الاستنزاف بين عامي 1968 و1973 في منطقة القنطرة غرب، وأسهم في إدارة نيران المدفعية المصرية بكفاءة عالية ضد مواقع العدو، مؤكّدًا أن روح المقاتل المصري قادرة على الصمود والعطاء رغم التحديات.
وبعد انتهاء الحروب، التحق العميد محمد محمود بسلاح الشرطة العسكرية برتبة نقيب، قبل أن ينتقل إلى مجال التدريب العسكري عام 1975 مدرسًا في معهد المدفعية، ثم قائدًا لمدفعية لواء، ولاحقًا رئيسًا لمركز تدريب المدفعية، حيث ساهم في تخريج أجيال جديدة من الضباط الأكفاء القادرين على مواصلة مسيرة الدفاع عن الوطن.
كما امتدت إسهاماته إلى العمل الدبلوماسي والعسكري الخارجي، من خلال مشاركته في لجنة السلام اليمنية بقطاع عبس، ضمن الوفد المصري الذي ساهم في دعم جهود التفاهم والاستقرار بين مصر واليمن والسعودية.
ويأتي تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي للعميد محمد محمود يوسف تتويجًا لمسيرة عسكرية مشرفة تجاوزت نصف قرن من العطاء، ورمزًا لتقدير الدولة المصرية لأبطالها الذين ضحوا من أجل رفعة الوطن وصون كرامته، لتظل سيرتهم نبراسًا للأجيال القادمة في الإخلاص والانتماء والتضحية من أجل مصر.
