صمود الشعب المصرى ووعيه ينقذ الوطن ويقوده إلى بر الأمان BDF
بقلم: فواز النمر
رغم ما يحيط بالدولة المصرية من تحديات إقليمية ودولية كبرى، وفى مقدمتها أزمة سد النهضة والتطورات المأساوية فى قطاع غزة ومحاولات تهجير الفلسطينيين، فإن مصر مازالت تثبت قدرتها على إدارة الملفات المعقدة بحكمة وحنكة سياسية بالغة. فقد اختارت القيادة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، نهج العقل والحكمة فى مواجهة الأزمات دون الانجرار إلى صراعات عسكرية أو الدخول فى دوامة اقتصاد الحرب التى تنهك الشعوب وتستنزف مقدراتها.
لقد أدرك المصريون طبيعة المؤامرات التى تُحاك ضد دولتهم، وفهموا حجم المخاطر التى تحيط بالمنطقة، فكان وعيهم حصنًا منيعًا أمام كل محاولات التشكيك والتفكيك. هذا الإدراك الشعبي لم يقتصر على متابعة الأحداث فحسب، بل تجسد فى التفاف الملايين حول الدولة وقيادتها، الأمر الذى وضع أعداء الوطن فى مأزق حقيقي. فكلما حاولت قوى الشر ضرب التماسك الوطنى أو زرع الفتنة، زاد المصريون ثباتًا وإصرارًا على الدفاع عن دولتهم، حتى أصبح أعداء مصر فى حالة ضعف وتراجع لافت لعجزهم عن اختراق الصف الداخلى.
ولم تتوقف الحرب ضد مصر عند حدود التهديدات المباشرة، بل اتخذت شكل حرب إعلامية ونفسية شرسة، تعتمد على بث الشائعات والأخبار الكاذبة بغرض إحباط الشعب وزعزعة ثقته فى مؤسسات الدولة. لكن هذه الحملات باءت بالفشل، بعدما أثبت المصريون أن وعيهم يفوق كل التوقعات. فقد صار المواطن البسيط أكثر إدراكًا لمخاطر "حروب الجيل الرابع"، وأكثر قدرة على التمييز بين الحقائق والشائعات، وهو ما أفشل مخططات الأجهزة المعادية.
ويبرز ذلك بوضوح فى الموقف من حرب غزة؛ فمع تكشف الأهداف الحقيقية وراء محاولة تهجير الشعب الفلسطينى إلى سيناء، زاد المصريون تمسكًا بدولتهم وقيادتها، وأدركوا أن مصر تخوض معركة وجودية للحفاظ على أرضها وهويتها القومية. أما ملف سد النهضة، فقد كشف بدوره عن نوايا غير بريئة تستهدف استنزاف الدولة المصرية، لكن الوعى الشعبى تعامل مع الأزمة باعتبارها قضية مصيرية تحتاج إلى التماسك والدعم المستمر للقيادة السياسية.
هذا الصمود الشعبى، المدعوم بحكمة القيادة، هو ما جعل مصر اليوم تقف على أرض صلبة رغم اشتعال الأزمات حولها. فبينما تنجرف بعض الدول إلى صراعات داخلية أو مواجهات مفتوحة، ينجح المصريون فى تثبيت أركان دولتهم، ليضربوا مثالًا فريدًا على أن الوعى الوطنى هو السلاح الأقوى فى مواجهة التحديات.
إن ما تمر به مصر ليس مجرد اختبار عابر، بل هو لحظة تاريخية تؤكد أن الشعوب الواعية قادرة على إنقاذ أوطانها من براثن المؤامرات، وأن قوة الإرادة الشعبية مع القيادة الرشيدة كفيلة بعبور أى أزمة والوصول إلى بر الأمان. ومن هنا، يظل الشعب المصرى صخرة تتحطم عليها كل محاولات التشكيك، ورمزًا للصمود والوعى الذى يصنع المستقبل.
