recent
أخبار ساخنة

هلت ليالي السيد البدوي.. وعبق الولاية يملأ القلوب بنور الأحمدي

 

هلت ليالي السيد البدوي.. وعبق الولاية يملأ القلوب بنور الأحمدي

هلت ليالي السيد البدوي.. وعبق الولاية يملأ القلوب بنور الأحمدي


بقلم: محمد عبد الغني


ها هي أنوار السيد أحمد البدوي، القطب الرباني والعلم الصمداني، تشرق من جديد في سماء طنطا، لتعلن عن بدء موسم الفرح الروحي والابتهاج الإيماني، حيث تتزين المدينة بنفحات المولد الأحمدي، وتتعطر أجواؤها بذكر الله والصلاة على نبيّه الكريم ﷺ.


تتجدد كل عام في قلوب المصريين، وخاصة أهل الغربية، معاني الوفاء والمحبة والصفاء مع حلول مولد “الشيخ الكبير” سيد أحمد البدوي رضي الله عنه وأرضاه، الذي لم يكن مجرد وليٍّ صالح، بل رمزًا للعطاء والبركة، ومصدرًا للسكينة والإلهام لكل من قصده مخلصًا متضرعًا إلى الله، طالبًا العفو والرضوان.


وفي ساحة المسجد الأحمدي العامرة، يتوافد الزوار من كل أنحاء الجمهورية، ومن خارجها أيضًا، في مشهد مهيب يجسد وحدة الروح المصرية وتلاحمها مع تراثها الصوفي الأصيل. تتعالى الأصوات بالتهليل والتكبير، وتصدح المنشدات بالمدائح النبوية، فتملأ أرجاء طنطا أنغام المحبة، وتُضاء القلوب قبل الشوارع بمصابيح الإيمان.


يا سيدي أحمد البدوي، يا من نذرت حياتك لخدمة دين الله، ونشرت المحبة بين الناس، وسكنت في القلوب قبل أن تُدفن في مقامك الشريف، تتجدد ذكراك فتتجدد فينا معاني الصفاء واليقين. إن مولدك ليس مناسبة عابرة، بل عيدٌ للقلوب المؤمنة، تفيض فيه أرواح المحبين شوقًا إلى الله ورسوله وأوليائه الصالحين.


ومن جميل ما يُتلى في تلك الليالي، الدعاء الأحمدي الذي عُرف بفرج الكروب وتيسير الأمور:

«إلهي نجّني من كل كربٍ، ويسّر لي أموري يا كفيل».

فيُقال بخشوع ويقين، قبل أن تتعالى الأصوات بالصلاة على سيدنا محمد ﷺ وآله الأطهار وأصحابه الأخيار، في حضرةٍ تملؤها الرهبة والنور، قائلين:

«اللهم صلِّ على سيدنا محمدٍ صلاة الرضا، وارضَ عن أصحابه وعن سيدنا أحمد البدوي وعن مشايخنا رضاً تامًا كاملاً».


وفي ليالي الأحمدي، لا يُسمع سوى أصوات الذكر تمتزج بعبير البخور، ورائحة المسك التي تعبق بها أروقة المسجد العتيق، بينما تتهادى جموع الزائرين بين الساحات والسرادقات التي تملأ المدينة. هنا حلقات الذكر تتجاور مع الدروس الدينية، وهناك مواكب المحبين تسير بالطبول والدفوف، ترقص قلوبهم لا أقدامهم، على أنغام “مدد يا بدوي”.


إنها أيام من الصفاء والنقاء، تلتقي فيها الأرض بالسماء، وتُفتح فيها أبواب الرجاء، وتغتسل فيها النفوس من هموم الدنيا. طنطا في هذه الأيام لا تنام، بل تسهر على أنغام الحب الإلهي، لتؤكد أن التصوف المصري باقٍ ما بقيت الروح تسعى إلى الطهر والنور.


وهكذا تظل مدينة السيد البدوي، على مر السنين، قبلة للعاشقين، ومنارة للروح، ومأوى لكل قلبٍ تائبٍ أو باحثٍ عن السكينة. في حضرته تُصفّى النيات، وتُجدد العهود، ليبقى المولد الأحمدي رمزًا خالدًا للمحبة، وموسمًا يفيض بالخير والأنوار والبركات.


google-playkhamsatmostaqltradent