تكريم رئيس جامعة موسكو في ختام مؤتمر دولي يؤكد دور الرياضة في ترسيخ السلام بين الشعوب
كتبت - آية معتز صلاح الدين
اختتمت فعاليات المؤتمر العلمي العملي الدولي «الرياضة طريق إلى السلام بين الشعوب»، الذي استضافته العاصمة الروسية موسكو خلال الفترة من 28 إلى 31 أكتوبر، بحفل مميز كرمت خلاله مؤسسة رسالة السلام العالمية الدكتور يفجني ألكسندرا بيتش، رئيس جامعة موسكو الاتحادية، تقديراً لدوره في دعم قيم التفاهم والتعاون الدولي في المجالين العلمي والرياضي.
وقام وفد مؤسسة رسالة السلام العالمية، برئاسة الكاتب الصحفي مجدي طنطاوي، المدير العام للمؤسسة، وعضوية الباحث محمد فتحي الشريف، رئيس مركز العرب للأبحاث والدراسات وعضو مجلس إدارة المؤسسة، والدكتور محمد يحيى غيدة، مسؤول لجنة الأبحاث بالمؤسسة ونائب رئيس مركز العرب، بإهداء درع المؤسسة لرئيس الجامعة تعبيراً عن التقدير والاعتزاز بالتعاون الأكاديمي والثقافي بين الجانبين.
شهد المؤتمر حضور نخبة واسعة من المفكرين والعلماء والباحثين من مختلف الدول، ناقشوا خلال جلساته سبل توظيف الرياضة كجسر للتقارب بين الشعوب، وتعزيز ثقافة الحوار والسلام والتعايش المشترك، مؤكدين أن القيم الإنسانية هي الركيزة الأساسية لأي نهضة عالمية تسعى إلى إنهاء الصراعات وبناء عالم أكثر استقراراً وعدلاً.
وفي كلمته خلال الحفل، أوضح مجدي طنطاوي أن مؤسسة رسالة السلام العالمية تواصل أداء رسالتها الفكرية والإنسانية في تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، من خلال العودة إلى منهج القرآن الكريم باعتباره المصدر الأصيل للتشريع والمرجع الأول في العلاقات والمعاملات الإنسانية. وأكد أن المؤسسة تعمل على نشر قيم السلم والتعاون عبر الخطاب المعتدل القائم على الرحمة والعدل، والابتعاد عن فكر التطرف والتكفير الذي يشوه صورة الدين الحنيف.
وأشار طنطاوي إلى أن المؤسسة تستلهم توجهها من قول الله تعالى: *«وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزع بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوًا مبينًا»*، موضحاً أن التزام المسلمين بهذه القيم الربانية كفيل بإعادة الأمن والسكينة إلى المجتمعات، وتحقيق العدالة الإنسانية التي تضمن الكرامة لكل إنسان.
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد فتحي الشريف أن تصحيح الخطاب الإسلامي والعودة إلى المنهج القرآني يمثلان المدخل الحقيقي لإحياء رسالة الإسلام القائمة على الرحمة والعدل والإحسان، مشيراً إلى أن القرآن الكريم هو المصدر الأوحد القادر على توحيد الأمة وتخليصها من الانقسامات والنزاعات التي أفرزتها التأويلات البشرية المتناقضة.
وأضاف الشريف أن مؤسسة رسالة السلام تنطلق من رؤية علمية وإنسانية تستهدف نشر ثقافة السلام والتعايش، وفتح قنوات للحوار والتعاون بين الحضارات، عبر مبادرات فكرية وإعلامية ودبلوماسية تسعى إلى بناء وعي عالمي يدرك جوهر الإسلام كدين رحمة وسلام.
وفي كلمته، شدد الدكتور محمد يحيى غيدة على أن رسالة مؤسسة السلام هي الدفاع عن الإسلام ورسوله الكريم من التحريفات التي شوهت صورته، مؤكداً أن المؤسسة تعمل على تنوير العقول بخطاب عقلاني نابع من القرآن الكريم، يقوم على قيم التسامح والتكافل الاجتماعي ونبذ الفساد والعنف. وأوضح أن المؤسسة بمثابة شعاع نور إلهي يسعى إلى إخراج البشرية من ظلمات الجهل والكراهية إلى نور المحبة والسلام، مشدداً على أن السلام الحقيقي لن يتحقق إلا بالعودة إلى المنهج القرآني في حياة الناس.
وتناولت جلسات المؤتمر عدة محاور علمية وإنسانية، من أبرزها دور الحركة الأولمبية والدبلوماسية الرياضية في حل النزاعات الدولية، وأهمية الطب الرياضي والإعداد النفسي للرياضيين، إضافة إلى مناقشة قضايا الإدارة الرياضية، ومعايير الجودة، واكتشاف المواهب وصناعة الأبطال العالميين.
كما أشاد المشاركون في المؤتمر بدور مؤسسة رسالة السلام العالمية ومبادراتها الفكرية التي تعزز من مكانة الحوار والاعتدال كقيم إنسانية مشتركة، فيما أكد ممثلو المؤسسة خلال لقاءاتهم الجانبية، ومنهم السفير المصري لدى روسيا حمدي شعبان، والدكتور حسان نصر الله رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، أن الفكر المستنير الذي تتبناه المؤسسة يمثل مرجعية فكرية وإنسانية قادرة على إلهام صناع القرار والباحثين في مواجهة تحديات العصر.
وأشاروا إلى أن مشروع مؤسسة رسالة السلام العالمية يسعى إلى تحويل مبادئ السلام من مجرد شعارات إلى ممارسات واقعية، من خلال التعليم والإعلام والتعاون الأكاديمي الدولي، بما يسهم في بناء جيل جديد مؤمن بقيم التعايش والتسامح، قادر على قيادة العالم نحو مستقبل أكثر أمناً وعدلاً وإنسانية.








