الدوحة 2026… قمة تصنع مستقبلًا عربيًا جديدًا
بقلم: د. خالد البليسى
مع اقتراب العام الجديد، بدأ العدّ التنازلي لانطلاق قمة الدوحة للتنمية المستدامة وريادة الأعمال 2026، الحدث العربي الأبرز الذي ينتظره صناع القرار وروّاد الأعمال والخبراء من مختلف الدول العربية. وتنعقد القمة يومي 20 و21 يناير 2026 في العاصمة القطرية الدوحة، وسط استعدادات مكثفة من الهيئة العليا للمؤتمر التي تعمل حاليًا على قدم وساق لضمان خروج هذا الحدث بصورة تليق بقامته وأهميته الاستراتيجية.
قمة برؤية عربية جديدة
تأتي القمة في توقيت بالغ الحساسية والتحوّل، حيث يشهد العالم تغيّرات اقتصادية وتقنية غير مسبوقة، ما يجعل من الحاجة إلى نموذج عربي جديد للتنمية ضرورة ملحّة وليست مجرد خيار. وتعمل القمة على تقديم منصة رائدة تجمع بين روّاد القطاعين العام والخاص، والمستثمرين، والخبراء، والجامعات، والمؤسسات الدولية، في مساحة حوار تهدف إلى صياغة رؤى عربية مشتركة للمستقبل.
مبادئ القمة… خارطة طريق للمستقبل
وتتأسس قمة الدوحة 2026 على خمسة مبادئ رئيسية تمثّل جوهر رؤيتها:
1. الاستدامة: تبنّي ممارسات اقتصادية واجتماعية تراعي البيئة وتدعم العدالة الاجتماعية، بما ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة العالمية.
2. التمكين: التركيز على بناء القدرات البشرية والمؤسساتية العربية، وفتح آفاق جديدة للشباب والنساء وأصحاب المشاريع الناشئة.
3. الابتكار: تشجيع التفكير الإبداعي، وإيجاد حلول ريادية للمشكلات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية.
4. الشراكة: تعزيز التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، بما يخلق منظومة متكاملة تدعم النمو المستدام.
5. المسؤولية: التأكيد على أن التنمية ليست خيارًا تقنيًا بل التزام أخلاقي وسياسي يتطلب دمج مبادئ الاستدامة في السياسات والمشاريع.
هذه المبادئ الخمسة لا تشكّل مجرد شعارات، بل تُعد إطارًا عمليًا سيُبنى عليه مضمون الجلسات وورش العمل والحوارات التي ستشهدها القمة.
فئات مستهدفة تمثل نبض المنطقة
وتستهدف القمة طيفًا واسعًا من الفئات التي تشكّل المحرّك الأساسي للتنمية في العالم العربي، من بينها:
روّاد الأعمال والمبادرون الشباب الباحثون عن فرص جديدة ودعم لمشاريعهم.
رائدات الأعمال وصاحبات المشاريع الصغيرة والمتوسطة، تقديرًا لدور المرأة المتصاعد في الاقتصاد العربي.
صنّاع القرار والمسؤولون الحكوميون الذين يمتلكون القدرة على تحويل الرؤى إلى سياسات واقعية.
المستثمرون وصناديق التنمية المهتمون بالمشاريع ذات الأثر المستدام.
مراكز البحوث والجامعات والخبراء الذين يساهمون في إنتاج المعرفة وتوجيه السياسات.
المنظمات الإقليميّة والدولية التي تدعم التنمية وتموّل مبادراتها.
الجمعيّات والمؤسسات المجتمعية المهتمة بالاستدامة وتمكين المجتمعات المحلية.
أهداف تتجاوز الحدود
لا تكتفي القمة بطرح الرؤى النظرية، بل تهدف إلى تعزيز الاستثمار العربي، وتمكين الشباب، ودعم الابتكار، وتبادل التجارب الناجحة بين الدول العربية، وخلق شبكة علاقات واسعة بين الحاضرين تُسهم في إطلاق مشاريع وبرامج تعاون عابرة للحدود.
الدوحة… عاصمة الحوار والتنمية
اختيار الدوحة لاستضافة القمة ليس مصادفة؛ فالمدينة أصبحت خلال السنوات الأخيرة محطة عالمية للمؤتمرات الدولية وملتقى للمبادرات التنموية والريادية. وتؤكد القمة الجديدة استمرار هذا الدور وتعزيزه، خاصة في مجالات الابتكار والتنمية المستدامة.
إن قمة الدوحة للتنمية المستدامة وريادة الأعمال 2026 ليست حدثًا عابرًا، بل خطوة محورية في مسار طويل نحو مستقبل عربي أكثر استقرارًا وازدهارًا. ومع بدء العدّ التنازلي، تتجه الأنظار إلى الدوحة، ترقّبًا لما سيحمله هذا الحدث من أفكار، ومبادرات، وحلول عملية تسهم في بناء مستقبل تُشارك في صناعته كل الأطراف.
