قمة الدوحة 2026 تجمع صناع القرار ورواد الأعمال لرسم مسار عربي جديد للتنمية المستدامة والابتكار
كتب- د. خالد البليسى
تواصل الهيئة العليا لقمة الدوحة للتنمية المستدامة وريادة الأعمال 2026 استعداداتها المكثفة لانطلاق الحدث العربي المرتقب، والمقرر انعقاده يومي 20 و21 يناير 2026 بالعاصمة القطرية الدوحة، في إطار رؤية طموحة تستهدف ترسيخ مكانة القمة كمنصة إقليمية رائدة لدعم الابتكار وتعزيز مسارات التنمية المستدامة.
وتُعقد القمة برئاسة الأستاذ الدكتور عبد الكريم العصفوري، الذي يتولى الإشراف على الجوانب التنظيمية واللوجستية والعلمية، بما يضمن خروج الفعاليات وفق أرقى المعايير الدولية، وبما يواكب حجم المشاركة العربية والدولية المنتظرة.
وأكدت اللجنة المنظمة أن وتيرة العمل تسير بخطى متقدمة، حيث جرى الانتهاء من مراجعة خطط التنفيذ واعتماد البرنامج العلمي، إلى جانب التنسيق مع الوفود الرسمية ورواد الأعمال والخبراء، وتجهيز قاعات الجلسات وورش العمل والمعارض المصاحبة، بما يعكس جاهزية شاملة لاستضافة حدث إقليمي من الطراز الرفيع.
رؤية استراتيجية ومحاور شاملة
وتنطلق القمة من رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز دور ريادة الأعمال في قيادة التنمية الشاملة، وصياغة نموذج عربي متجدد يقوم على ممارسات اقتصادية مستدامة، وقادر على التفاعل مع التحولات العالمية المرتبطة بالتغير المناخي والاقتصاد الرقمي والتحول الأخضر.
وتناقش القمة عبر برنامجها العلمي سبعة محاور رئيسية، تشمل الريادة من أجل التنمية المستدامة، والتحول الرقمي واقتصاد المعرفة، والاقتصاد الأخضر، وتمكين المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والأمن الغذائي والزراعة الذكية، والتعليم والمهارات المستقبلية، إضافة إلى تمكين المرأة في مجال ريادة الأعمال وإبراز النماذج العربية الناجحة.
العصفوري: القمة استجابة لحاجة عربية ملحة
وقال الأستاذ الدكتور عبد الكريم العصفوري إن القمة تأتي استجابة لحاجة عربية ملحة إلى تعزيز التكامل بين الحكومات والقطاع الخاص ورواد الأعمال، مشددًا على أن المرحلة الراهنة تتطلب شراكات فعالة لبناء اقتصاد مرن قادر على مواكبة المتغيرات المتسارعة.
وأوضح أن القمة تستهدف الخروج بوثيقة عربية مشتركة تتضمن توصيات عملية لتعزيز منظومات الابتكار، وتمكين الشباب، وتحفيز الاستثمار في التقنيات النظيفة والطاقة المتجددة، بما يخدم أهداف التنمية المستدامة في المنطقة.
مشاركات واسعة وفعاليات متخصصة
وتشهد القمة مشاركة رفيعة المستوى من وزراء ومسؤولين وخبراء وأكاديميين ورواد أعمال من مختلف الدول العربية، إلى جانب ممثلين عن مؤسسات دولية معنية بالاستدامة، وحاضنات ومسرعات أعمال، وشركات ناشئة تعرض تجاربها في مجالات التكنولوجيا والطاقة والبيئة.
كما تتضمن الفعاليات جلسات نقاشية متعمقة، وورش تدريبية متخصصة، ومنصات لعرض المشاريع الريادية، إضافة إلى إطلاق مبادرات مشتركة تستهدف تعزيز فرص التمويل والاستثمار في القطاعات المستدامة.
الدوحة حاضنة إقليمية للابتكار
وتأتي استضافة الدوحة للقمة في ظل ما حققته من تقدم لافت كمركز إقليمي للابتكار وريادة الأعمال، مستندة إلى بيئة اقتصادية مرنة وبنية تحتية متطورة قادرة على استضافة الفعاليات الدولية الكبرى، بما يعزز من دورها كمحور للحوار وصناعة السياسات التنموية.
آفاق واعدة للمستقبل
وتراهن قمة الدوحة 2026 على تحقيق نتائج نوعية تسهم في ترسيخ مفاهيم التنمية المستدامة في العالم العربي، ودعم منظومات الريادة والابتكار، وفتح آفاق جديدة للتعاون الإقليمي والدولي، بما يجعل منها محطة مفصلية في مسار بناء مستقبل عربي أكثر استدامة وشمولًا.
