الذكاء الاصطناعي يعيد رسم خريطة الوظائف وصناعة المهارات في العصر الرقمي
كتبت - هدى العيسوي
أكد الدكتور إسلام نصر الله، خبير التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، أن التطور المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي لا يعني اختفاء الوظائف، بل إعادة تشكيلها بما ينسجم مع متطلبات الاقتصاد الرقمي. وأوضح أن الموجة الجديدة من التقنيات، وخاصة الذكاء الاصطناعي التوليدي، ستؤدي إلى تحول كبير في نوع المهارات المطلوبة في سوق العمل دون تقليص فرص التوظيف.
وأشار نصر الله إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يلغي دور الإنسان بل يدعمه، إذ ينقل العاملين من المهام الروتينية إلى المهام الإبداعية والتحليلية التي تتطلب رؤية استراتيجية. وأكد أن العديد من الوظائف التقليدية ستتطور إلى أدوار جديدة تعتمد على متابعة الأنظمة الذكية وتحليل البيانات واتخاذ القرارات المبنية على مخرجاتها.
وأوضح أن قطاعات التسويق الرقمي والخدمات المالية والرعاية الصحية والتعليم والصناعة التحويلية ستكون من بين الأكثر استفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، نظراً لحاجتها إلى كوادر قادرة على إدارة الحلول الرقمية وتكييفها مع طبيعة كل نشاط.
ولفت إلى أن سوق العمل في مصر والمنطقة العربية أمامه فرصة كبيرة لتحقيق تقدم ملحوظ في مجال التحول الرقمي، شرط الاستثمار في تدريب وتأهيل الشباب على المهارات الرقمية الحديثة. وأكد أن المؤسسات التي تعطي الأولوية لتطوير العنصر البشري ستتمكن من تعزيز قدرتها التنافسية وضمان استمراريتها.
وشدد نصر الله على أن نموذج الوظيفة الثابتة لم يعد قائماً، إذ حل محله نموذج أكثر مرونة يقوم على العمل بالمشروعات والاستعانة بالخبرات عبر المنصات الرقمية، إلى جانب تكامل الإنسان مع الأنظمة الذكية في تنفيذ المهام. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي لن يلغي الوظائف، لكنه سينهي الاعتماد على المهارات القديمة ويكافئ من يواصل التعلم والتطور.
وتناول تجربته في تطوير تطبيقات قائمة على الذكاء الاصطناعي مثل تطبيق سند، أول منصة لرقمنة العمل الخيري في مصر، ومشروع تاسكد إن الذي يعد أول مساحة عمل رقمية في مصر والشرق الأوسط، موضحاً أن هذه التجارب أثبتت قدرة تقنيات الذكاء الاصطناعي على خلق وظائف جديدة في مجالات غير تقليدية، مثل تحليل البيانات المجتمعية وتطوير الخوارزميات الاجتماعية وإدارة الأنظمة الرقمية.
واختتم نصر الله بأن مستقبل التوظيف في عصر الذكاء الاصطناعي سيعتمد على شراكة متوازنة بين الإنسان والآلة، مؤكداً أن الدول التي تبني استراتيجيات تعليمية وتدريبية قائمة على الإبداع والمهارات الرقمية ستكون الأكثر قدرة على الازدهار في الاقتصاد الذكي القادم.
