التنظيم السري لا يموت و«الحشاشين الجدد» يفكك الجذور الخفية للإخوان الإرهابية
كتبت- هدى العيسوى
يستعد معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته لعام 2026 لاستقبال إصدار فكري جديد للكاتب والباحث محمد ربيع الشرقاوي، الصحفي بجريدة صوت الأمة وعضو نقابة الصحفيين، يحمل عنوان الحشاشين الجدد من باطنية الصباح إلى انتهازية البنا، والصادر عن دار كنوز للنشر والتوزيع، في عمل يفتح ملفًا شائكًا حول جذور جماعات الإسلام السياسي وبنيتها التنظيمية السرية.
ويقدم الكتاب قراءة تاريخية وسياسية مقارنة، تربط بين تنظيم الحشاشين الذي أسسه حسن الصباح في القرن الحادي عشر، وجماعة الإخوان المسلمين التي أسسها حسن البنا في القرن العشرين، مستعرضًا أوجه التشابه في الفكر وآليات العمل والتنظيم، رغم التباعد الزمني بين التجربتين، في محاولة لفهم منطق الاستمرارية داخل التنظيمات العقائدية المغلقة.
وينطلق الشرقاوي من طرح رئيسي مفاده أن التنظيمين يعتمدان على منطق واحد يقوم على توظيف الدين لتحقيق أهداف سياسية، من خلال السرية الصارمة، وبناء هياكل موازية للدولة، واستخدام مفاهيم مثل التقية التنظيمية وتعطيل الوعي النقدي للأتباع، بما يحولهم إلى أدوات تنفيذية منزوعة الإرادة داخل التنظيم.
ويرصد الكتاب عبر فصوله تطور هذه الآليات عبر التاريخ، وكيف أعيد إنتاجها بصور مختلفة في العصر الحديث، وصولًا إلى توظيفها في إضعاف الدولة الوطنية وتقويض مؤسساتها، مع التركيز على النماذج العملية التي كشفت عن خطورة هذا النمط التنظيمي.
ويتوقف المؤلف عند التجربة المعاصرة لجماعة الإخوان في مصر عقب عام 2011، معتبرًا أن تلك المرحلة كشفت عن عجز الجماعة عن إدارة الدولة، وانكشاف خطابها السياسي، ولجوئها إلى العنف والفوضى مع تراجع مشروعها وفقدانها للشرعية الشعبية، وفق الرؤية التحليلية التي يطرحها الكتاب.
ويضم الإصدار مقدمة بقلم الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي الإدارة والتحرير بصحيفة الدستور، وصف فيها العمل بأنه دراسة جريئة تقتحم مناطق شديدة الحساسية، وتعتمد على مزيج من التوثيق الصحفي والتحليل البحثي، معتبرًا أن الكتاب يمثل إضافة مهمة لمعركة الوعي في مواجهة جماعات الإسلام السياسي، عبر كشف جذورها الفكرية والتنظيمية.
ويناقش الحشاشين الجدد عددًا من القضايا المرتبطة بتحويل الأيديولوجيا إلى منظومة مغلقة بديلة عن الدين، وآليات الإفساد السياسي عند وصول هذه الجماعات إلى السلطة، إلى جانب تتبع مسارات العنف من تجارب تاريخية قديمة وصولًا إلى وقائع معاصرة.
ومن المقرر طرح الكتاب ضمن إصدارات دار كنوز للنشر والتوزيع بأجنحة معرض القاهرة الدولي للكتاب، وسط توقعات بأن يثير نقاشًا واسعًا حول جذور التطرف وسبل مواجهته على المستويين الفكري والثقافي.