recent
أخبار ساخنة

الصحافة في مواجهة الفوضى المعلوماتية

Home

 

الصحافة في مواجهة الفوضى المعلوماتية

الصحافة في مواجهة الفوضى المعلوماتية


بقم: هاني الزنط

يشهد العالم اليوم حالة غير مسبوقة من التشابك الإعلامي، حيث تتدفق الأخبار بلا توقف، وتتشابك الحقائق مع الآراء، حتى بات المتلقي في كثير من الأحيان عاجزًا عن التمييز بين المعلومة الموثوقة والمحتوى المضلل. في هذا المشهد المعقّد، لم تعد الصحافة ترفًا معرفيًا، بل أصبحت ضرورة لحماية الوعي العام.


إن التحدي الأكبر الذي يواجه الإعلام المعاصر يتمثل في الفوضى المعلوماتية، لا في نقص الأخبار. فسرعة النشر وضغط المنافسة دفعا البعض إلى تجاوز قواعد التحقق والتدقيق، وهو ما أضر بمصداقية المنظومة الإعلامية ككل. وهنا تبرز قيمة الصحفي المهني، الذي يضع الحقيقة فوق أي اعتبارات أخرى.


الإعلام الحقيقي لا يصنع الخوف ولا يروّج للارتباك، بل يسعى إلى التفسير والتوضيح، ويقدّم المعلومة في سياقها الصحيح. كما أنه يلعب دورًا حاسمًا في دعم الاستقرار المجتمعي، من خلال مواجهة الشائعات، وكشف محاولات التضليل، وطرح القضايا بوعي ومسؤولية.


وفي ظل التحولات الرقمية المتسارعة، أصبح امتلاك أدوات التحقق والوعي التكنولوجي جزءًا لا يتجزأ من العمل الصحفي. فالصحفي اليوم مطالب بأن يكون باحثًا ومدققًا ومحللًا، لا مجرد ناقل لما يُتداول على المنصات المختلفة.


ختامًا، ستظل الصحافة خط الدفاع الأول عن الحقيقة، وستبقى الكلمة الصادقة حجر الأساس في بناء الثقة بين الإعلام والمجتمع. فحين يلتزم الصحفي بدوره الحقيقي، تتحول الصحافة من مجرد وسيلة نقل إلى قوة وعي مؤثرة.


google-playkhamsatmostaqltradent