recent
أخبار ساخنة

عرين الأسود في البرث: ملحمة الوفاء التي سقيت بدماء المنسي وعلي وعبد الجواد

Home

 

عرين الأسود في البرث: ملحمة الوفاء التي سقيت بدماء المنسي وعلي وعبد الجواد

عرين الأسود في البرث: ملحمة الوفاء التي سقيت بدماء المنسي وعلي وعبد الجواد


بقلم: حاتم السعداوي

​في سجلات الشرف العسكري، تبرز قصص لا تموت بمرور الزمن، بل تزداد توهجاً لتنير الطريق للأجيال القادمة. ومن بين هذه الأساطير، تبرز معركة "كمين البرث"، تلك الملحمة التي لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل كانت تجسيداً حياً لمعنى "الفداء"، حيث اختلطت دماء أبناء مصر من مختلف المحافظات لترسم خريطة الوفاء على رمال سيناء الغالية.

​أحمد منسي.. القائد الذي صار رمزاً

​لم يكن العقيد أركان حرب أحمد صابر منسي مجرد قائد لكتيبة "103 صاعقة"، بل كان أباً وروحاً لجنوده. اشتهر "المنسي" بشجاعته التي لا تلين وعقيدته الراسخة بأن الأرض لا تُترك ليد الإرهاب الأسود. في فجر السابع من يوليو 2017، وقف المنسي شامخاً يذود عن كمينه، رافضاً التراجع، حتى نال الشهادة التي تمنّاها دائماً، تاركاً خلفه وصية بطل لم يفرط في ذرة ترام واحدة.

​علي علي.. بطل "الطلقات الثلاثين"

​وعلى مقربة من القائد، كان المقاتل علي علي السيد، ابن محافظة الدقهلية، الذي ضرب أروع أمثلة التضحية. يُحكى أنه رغم إصابته البالغة، ظل يقاتل حتى النفس الأخير، متمسكاً بسلاحه لصد هجوم العناصر التكفيرية، حامياً لظهور زملائه ببدنه وجسده، ليؤكد أن العسكرية المصرية هي مدرسة "النصر أو الشهادة".

​عبد الجواد سليم.. ابن كفر الشيخ الذي لم يخذل وطنه

​ومن قلب الدلتا، وتحديداً من مدينة الرياض بمحافظة كفر الشيخ، خرج البطل الشهيد عبد الجواد عبد العليم سليم. عبد الجواد لم يكن مجرد جندي يؤدي واجبه، بل كان يمثل شهامة "ابن البلد" الذي يحمل في قلبه حب الأرض بالفطرة.

​في البرث، وقف ابن كفر الشيخ صامداً وسط النيران، يجسد صمود "الفلاح المقاتل" الذي يعرف قيمة التراب. استبسل عبد الجواد في الدفاع عن موقعه، ولم ترهبه الأعداد الكبيرة للمهاجمين ولا شدة الانفجارات. استشهد عبد الجواد وهو يدافع عن كرامة وطنه، ليعود إلى مدينته "الرياض" محمولاً على أعناق الفخر، وتتحول ذكراه إلى وسام على صدر كل أبناء محافظة كفر الشيخ.

​قصة الوفاء: دماء اختلطت ليبقى الوطن

​ما يجمع المنسي وعلي وعبد الجواد وغيرهم من أبطال البرث، هو ذاك العهد غير المكتوب: "لن يمروا إلا على أجسادنا". لقد كانت المعركة صراعاً بين قوى الظلام التي تريد الدمار، وبين أبطال آمنوا بأن حياتهم ثمن رخيص لاستقرار مصر.

​"نحن لا نموت، نحن فقط ننتقل من سجل الخدمة إلى سجل الخلود."

​خاتمة: رسالة من البرث إلى المستقبل

​إن تضحية الشهيد عبد الجواد عبد العليم سليم ورفاقه في البرث، هي رسالة تذكير دائمة بأن مصر غالية، وأن حمايتها تتطلب رجالاً بقلوب من حديد. مدينة الرياض وكفر الشيخ وكل شبر في مصر اليوم يفتخرون بهؤلاء الأبطال الذين جعلوا من أسمائهم منارات للكرامة.

​ستبقى ملحمة البرث تدرس في كتب التاريخ، لا كمعركة عسكرية فحسب، بل كقصة حب ووفاء أبدية بين الجندي المصري وأرضه.

google-playkhamsatmostaqltradent