recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

° جيش مصر الأبيض.. و أزمة كورونا ° مقال للأستاذ الدكتور أحمد مصطفى


جيش مصر الأبيض.. و أزمة كورونا 


مقال للأستاذ الدكتور أحمد مصطفى


 إن هذا الأنفصام في حياتنا العامة غرسته شوكة كورونا، غرسا من الرأس حتى القدمين، فعشنا وكأننا لانعيش، أغلقت في وجهنا أبواب الطاعة ، لالقاء، ولاعناق،ولاقُبل ولامساجد، وكيف كنا نفهم المعنى الحقيقي لقوله تعالى:” إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ”

ومازلنا نجهل هذا المعنى ،وتأخذنا العزة ، إلى أن أتى الوباء،فأظهر مافينا من ضعف،وخوف وقلق وتوتر، فقبلناه – وهو الخفي المجهول-بخنوع وخضوع ، وسخرية ، جعلناه بطلا أسطوريا يهدد الدنيا، والبعض استغله في الترويج لبضاعته الكاسدة ، شركات الاتصالات تربح وتجار الغذاء في زيادة ، والخاسر أنا وأنت ،ليست خسارة مالية ،لكنها خسارة فهم للازمة ،ومحاولة استثمارها في القرب من الله وخدمة العلم والدين، مازال الكثير من الناس لايرى الوباء، فيصولون ويجولون ،ويعقدون صفقاتهم ، بل منهم من يضرب بقرارات الحكومة الصائبة عرض الحائط.

وعلى صعيد أخر يقف ثلة من أبناء الوطن على مستوى كبير من الوعي ، ليؤكدوا لنا بصورة مباشرة أن الثابت الوحيد في ظل هذه المتغيرات هو جبشنا الأبيض،رغم ماتعودوا عليه من خذلان ، وأرى دون مجاملة أن جيشنا الأبيض من أطباء وممرضين وممرضات ، أزاحوا الستار عن كثير من عيوب العصر، وكشفوا عورة المجتمع الذي ازدحم بالمهرجانات والأغاني الهابطة ، وزيف النجوم ، وصرخات المقاهي ، وتهليلات المشجعين، كلهم الآن في بيوتهم يأكلون ويتمتعون ، وإخوانهم في أماكن عملهم على حدود الصحة وثكنات الوقاية .

إن هذا الجيش الأبيض بشبابه وشُيابه استطاع أن يسرق القلب والسمع من خلف الأبواب، ومن خلف ستائر الحجرات ، وجعلنا نتلذذ بالفراغ والعزلة واقتناص ساعة الخروج ، وهم يستقبلون مرضاهم ويحملون أرواحهم فداء وتضحية ، وهذا دأبهم ،فهم ملائكة الرحمة ، وسفراء السعادة.

والحق ، تكلمت الأزمة وأفصحت عن المكنون، وعبرت بجرأة وشجاعة عن تقصيرنا، وصاغت مافي الضمائر ، وراح كل يعمل على شاكلته ، هنا في تلاطم أمواج النكبات تجد الجوهر والمعدن الطيب الأصيل ،فلا مكان للغش والفسوق طجوالعصيان ،ومن يفعل فقد خسر مرات ، الأولى أتاه الطوفان ولم يركب السفينة والثانية أتته البشرى بالقبول فولى وأدار لها ظهره، الثالثة نادته الآخرة وهو مصر على التمسك بزائف الحياة .

فالأزمة تستمد وجودها من هذا التعدد في الوجوه و تحيى بفضل الاستمرار على السخرية ،فتأبى أن تضع أوزارها وتسير سير الطبيب الماهر على العميق من جرحنا بفقد الأعزاء ، وإصابة الأحباب ، أي شعور بالنقص والخجل ونحن نعاني هذا الألم ، ولانشد على أنفسنا باستثماره ،والخروج منه بأفضل حال ، فمن يجهل قدر الفدائيين كمن يغطي عين الشمس بغربال ، والحقيقة ياسادة دائما جمرة متقدة لايمكن القبض عليها بين الأصابع ،ولكننا مجبرون على ذلك شئنا أم أبينا !

° جيش مصر الأبيض.. و أزمة كورونا °  مقال للأستاذ الدكتور أحمد مصطفى
دكتور طارق عتريس أبو حطب

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent