recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

الوازع الديني ودوره في الاستخدام الرشيد لوسائل التواصل الاجتماعي .

 الوازع الديني ودوره في الاستخدام الرشيد لوسائل التواصل الاجتماعي .




بقلم : الدكتور سامي خضر مدير أوقاف ايتاي البارود بالبحيرة


فمما لا شك فيه أن التقدم الهائل في تكنولوجيا الاتصال الإلكتروني في بداية القرن الحالي ,أدى إلى وجود مواقع ووسائل إلكترونية حديثة في التواصل الاجتماعي – السوشيال ميديا- عملت على إحداث تغيير في علاقات الناس الاجتماعية وأشكال تفاعلهم وأساليب تواصلهم .
وتأتي ثورة المواقع الاجتماعية على الانترنت في مقدمة هذه الوسائل دون منافس إذ عملت على إحداث تغييرات جذرية في بنية العلاقات الاجتماعية بين الناس.
ولا يختلف اثنان في أن الرغبة في التواصل مع الغيرهي نزعة متأصلة لدى الإنسان
،فليس هناك ما هو أروع للإنسان من أن يقيم حوارا مع إنسان غيره على الطرف الآخر يشاركه اهتماماته وهمومه ويتبادل معه معارفه وخبراته .
فأصبحت تقنيات الاتصال ونقل المعلومات رافدا أساسيا ,وركنا مهما في بناء منظومة الإنسان الاجتماعية، والاقتصادية ,والثقافية في ظل التحولات والتطورات المعرفية في هذا العصر .
ومن هنا يلعب الوازع الديني دوراً هاما في بناء وتشكيل الوعي المجتمعي بالجانب السلبي لاستخدام هذه البرامج والتطبيقات عن طريق وسائل الإعلام المختلفة المسموعة منها والمقروءة ،لنشر الوعي الصحيح لدى الشباب بضرورة الاستفادة من وسائل الاتصال بشكل إيجابي للمحافظة على البناء الصحيح للفرد والمجتمع.
فضلا عن تنمية الإحساس لديه بتعاليم الدين الصحيح التي تغرس قيم الانتماء والتعايش السلمي مع الأخر؛حتى يكون المتلقي ذا مناعة قوية أمام تلك الحروب الافتراضية التي تشنها السوشيال ميديا لتجريد الفرد من انتمائه وقيمه وحبه لدينه ووطنه.
وتعتبر التوعية الأسرية بأهمية القيم والأخلاق الفاضلة أمرا مهما لتحصين الأبناء من كل انحراف،خاصة حال امتلاكهم للهواتف النقالة التي تسهل لهم عملية التواصل .
من هنا لابد من إيجاد نظام اجتماعي عام لشغل وقت الفراغ بالنسبة إلى الشباب ولاسيما في فترات الإجازات الصيفية وغيرها، مثل إقامة البرامج الندوات التي ينضم إليها الشباب لقضاء وقت الفراغ، إضافة إلى ضرورة استمرار الدور العظيم الذي تقوم به وزارة الأوقاف المصرية من خلال التنسيق مع الأزهر الشريف والوزارة الأخرى لعقد برامج التثقيف والتوعية عبر القوافل والدروس وبرامج التدريب العصرية التي يراعي فيها استخدام السوشيال ميديا ،لتحقيق الاستفادة منها لنشر منهج الإسلام الصحيح وعرض قيمه النبيلة وأخلاقه الفاضلة للمسلمين ولغيرهم، وكذا تفنيد شبهات المضللين والمشككين فيما يحدث من انجازات وتنمية على أرض مصر الحبيبة والتي لا يمكن لعاقل إنكارها.
وينبغي التنبيه على مراعاة الأمانة في استخدام مثل هذه البرامج، فلا نسجل صوت المتصل إلا بإذنه،ولا نلتقط صورة أحد إلا بإذنه، وكذا التحذير من إرسال الصور والمقاطع التي فيها ابتذال أو خلاعة ومجون،أو تتضمن كشفاً للعورات
فإن في استقبال وتناقل ونشر هذه الأمور إشاعة للفاحشة في الذين آمنوا؛ والله يقول: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُون﴾.
ويتضح من خلال ما سبق:-
أن الالتزام بتعاليم الإسلام في الحياة اليومية خاصة في نظر الشباب يعد أمرا مهمًّا في طريقة الحوار و التفكير، أو في المعاملة و احترام الآخرين؛ كما أن الاجتهاد والانضباط في الحياة اليومية و صيانة الأمانة وحفظها، والصدق في الكلام، وتحمل المسؤولية ،من أوجب الواجبات التي جاء بها الإسلام العظيم لبناء مجتمع متماسك قوي، يعم في رحابه الأمن والأمان وتتحقق لأبنائه السعادة في الدنيا والآخرة .
كما أن قلة الوازع الديني يترتب عليه مخاطر كبيرة لمستخدمي السوشيال ميديا حيث الدعوة من خلال الكثير من وسائلها إلى الاختلاط، والعلاقات الجنسية ، ومواكبة الموضة ، والعري، والخمور والمخدرات، والعنف والجرائم، والتحرش الجنسي، والوساطة وغيرها .
ولهذا فإن الالتزام بتعاليم الإسلام في الحياة اليومية هو مهم جدًّا، في ظل القرية الكونية المفتوحة التي صنعها الإعلام بمضامينه المتنوعة والمختلفة القادمة إلينا عبر الأقمار الصناعية ومواقع الإنترنت وغيرها من التكنولوجيا الحديثة.
لذلك بإمكاننا أن نحمي قِيمنا الثقافية والاجتماعية والدينية، السائدة داخل الأسرة المصرية في ظل الغزو الثقافي الوافد إلينا عبر وسائل الاتصال والإعلام المختلفة، من خلال تفعيل دور الأسرة والمسجد والمدرسة والجامعة للقيام بدورها لمواجهة تزيف الوعي من خلال تنمية الوازع الديني لدى الشباب من أجل توعيتهم بمدى خطورة ما يقدم عبر هذه الوسائل.
كذلك تفعيل دور الإعلام المحلي الذي لم يَعُد له مكانة في ظل التنافس الكبير لوسائل الإعلام والاتصال الدولية، بالإضافة إلى الرقابة على ما يستورد من البلدان الأجنبية من منتجات إعلامية التي يجب إخضاعها للفحص والمراقبة، من أجل اختيار ما يتوافق مع ثقافتنا وقيمنا السائدة داخل المجتمع.
فمن المستحيل حماية قيمنا في ظل الغزو الثقافي من خلال ما يبث عبر وسائل الاتصال والإعلام المختلفة،إلا عن طريق زيادة الوازع الديني لدى الشباب في المجتمع لمواجهة الإغراءات المقدمة في هذه الوسائل الإعلامية، والتي تشجع الشباب على التخلي عن قيمه السائدة تحت غطاء مواكبة العصر والانفتاح على الآخر.
- من هنا لابد من التنبيه على ضرورة تنمية وزيادة الوازع الديني من خلال ما يلي:-
1- سن القوانين الرادعة لمراقبة المحتويات الإعلامية والاتصالية المستوردة من الدول الأجنبية بمختلف أشكالها.
2- إخضاع كل المواد الإعلامية المستوردة من الوكالات الإعلامية الأجنبية لعملية المراقبة،وحذف كل ما يتنافى مع قيمنا الأخلاقية.
3- تفعيل دور الإعلام المحلي ودور الثقافة في المجتمعات العربية لمواجهة حروب السوشيال ميديا وكيفية مواجهتها لبناء الوعي الصحيح لدى الفردوالمجتمع.
4- تفعيل دور المؤسسات الاجتماعية (الأسرة - المسجد - المدرسة)، من خلال قيامها بمراقبة ما يشاهده الشباب والأطفال من برامج عبر وسائط الاتصال والإعلام الحديثة، وتوعيتهم بمدى خطورة الكثير مما يقدم من برامج إباحية.
5- تعريف الشباب بأخطار تكنولوجيا الاتصال والإعلام من خلال عقد دورات تدريبية في هذا المجال، سواء في المدارس أو الجمعيات أو الجامعات وغيرها من المؤسسات.
6- العمل على تنمية الوازع الديني لدى الشباب من خلال عقد ندوات علمية تشرح الدور الإيجابي الذي يمكن أن يقدمه الشباب من خلال استخدام تكنولوجيا الاتصال والإعلام في نشر الدعوة الإسلامية.
7- المراقبة الذاتية لأنفسنا أثناء استخدام تكنولوجيا الاتصال والإعلام؛ لأن هذه الوسائل مجرد تقنيات، وتوظيفها الإيجابي يتوقف على طبيعة مستخدمها.
وللحديث بقية، نسأل الله عز وجل أن يحفظ مصر واهلها من كل مكروه وسوء.




google-playkhamsatmostaqltradent