recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

ماذا تعرف عن فضل الحديث " الجزء التاسع "

 ماذا تعرف عن فضل الحديث " الجزء التاسع "




إعداد / محمـــد الدكــــرورى

ونكمل الجزء التاسع مع فضل الحديث، وإن ما يساعد المربي المسلم أن الحديث الشريف والسنة النبوية وأخبار الصحابة والتابعين ومن تبعهم من العلماء والصالحين، توفر مادة تعليمية غنية ومرنة تتكيف مع متطلبات التربية الحديثة، ففيها من القصص والأمثال الكثير الذي يستطيع المعلم أن يستفيد منه لجذب انتباه طالب العلم الصغير والكبير، وفيها من ضروب البلاغة ومواقف النبل والشهامة والتقي والورع، ما ينمّي الفضائل ويقدم القدوة الصالحة من جهة، ويوثق الصلة بين طالب العلم والتراث من جهة، ويساعد على بناء مجتمع صالح في المستقبل، ولكن على واضع البرامج الدينية أن يكون واعيا لمشكلات العصر الذي يعيش فيه لكي يحدد على ضوئها ما يختار من السنن والأحاديث وما يجب تدريسه في مختلف المراحل الدراسية، وهنا قد تتباين الآراء بين المربين، فمن هؤلاء من يضع في رأس ما يجب الاهتمام به القيم والفضائل الدينية والعبادات، ومنهم من يضع القضايا المعاصرة كالبيئة، وصيانة الأسرة، وقضية المرأة، وحقوق الإنسان والتعاون، ومحاربة الفساد وهكذا، وكل ذلك أساسي وهو يستوجب بالتالي وضع برامج متوازنة يقدم فيها الأهم على المهم، فعلى واضعي برامج التعليم أن يحصوا على تكثيف الاعتماد على السيرة النبوية الشريفة والحديث النبوي الشريف لأن السيرة والحديث هما مادة تعليمية دسمة وسهلة الفهم.


وقريبة إلى مدارك التلامذة والطلاب، وهي خير ما يستشهد به عند الدعوة إلى الالتزام بالشرع والعمل بالمبادئ الأخلاقية التي هي أساس الدين، وقد تتنوع العلوم والمعارف الشرعية وتتسع، وهذا يدل على شمولية الإسلام، ومن هذه العلوم علم الفقه، وعلم التفسير، وعلم الحديث، ويُعد علم الحديث أحد أبرز العلومِ الشرعية التي أسس لها العلماء قديما وحديثا، فهو من العلوم ذات الأهمية البالغة في معرفة بعضِ تفاصيل الشريعة الإسلامية، كتفاصيل بعض مسائل العقيدة الإسلامية، وتفاصيل بعضِ العبادات، وهو أيضا طريق للوصول إلى بعضِ الأحكام الشرعية، والحديث في اللغة هو كلمة مفردة، جمعها أحاديث، وتُجمع كذلك على حداث، وهي كل ما يتحدث الناس به من الكلام، أو الأخبار، أو نحو ذلك، أما علم الحديث في اللغة فهو أحد العلوم التي تُعرف من خلاله أقوال رسول الله صلَى الله عليه وسلَّم، وأحواله، وأفعاله، ويُطلق على أهل الحديث ورجاله المحدثون، وإن الحديث في الاصطلاح هو ما أضيف إلى النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من قول، أو فعل، أو تقرير، أو وصف خَلقي أو خُلقي، والمراد بتقرير النبي صلى الله عليه وسلم أن يتكلم أحد الصحابة رضي الله عنهم أمام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بقول ما، أو أن يفعل أمرا ما، فلا ينكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك القول أو الفعل. 


أو أن يكون قد وصل خبر ذلك القول أو الفعل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فسكت عنه، مما يعطي ذلك الفعل أو القول صبغة شرعية تشريعية، أما صفات النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الخَلقية فهي ما يتعلق بشكل الرسول صلى الله عليه وسلم، وهيئته، بينما تعني صفاته الخُلقية ما كان يتصف به المصطفى صلى الله عليه وسلم، من أخلاق، مثل الجودِ، والكرم، والتواضع، والإحسان للفقراء واليتامى والمساكينِ، إلى غير ذلك من الأخلاقِ والشمائل التي كان يتصف بها النبي صلى الله عليه وسلم وإن أهمية دراسة الحديث كأحد العلوم الشرعية حيث تظهر أهمية علم الحديث في كونه يحفظ الدين الإسلامى من التزييف، أو التحريف، أو التبديل، لذلك فقد هيأ الله سبحانه وتعالى من يعتني بنصوص الحديث، وطرق روايته، والاستدلال به، لبيان الصحيح من الحديث النبويِ، من الضعيف أو الموضوع، وحتى لا يختلط كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، بكلامِ غيره من الناسِ، وإن علم الحديث يوصل إلى معرفة الصحيح من العبادات، التى جاء بها نص عن النبيِ الكريم صلى الله عليه وسلم، وكذلك فإن علم الحديث يوصل إلى حسن الاقتداء بالنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حيث لا يكون الاقتداء إلا بما صح عنه صلى الله عليه وسلم من الأفعال، والأقوال، والصفات، والأخلاق، والمعاملات. 

وأيضا فإن علم الحديث يوصل إلى الابتعاد عن التحدث بالكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك فإن علم الحديث يوصل إلى حفظ العقول والكتب العلمية من الخرافات والإسرائيليات، التي تفسد العبادات والعقائد، وقد قسَّم علماء الحديث علم الحديث إلى قسمين رئيسين، هما علم الحديث من حيث الرواية، وعلم الحديث من حيث الدراية، وعلم الحديث روايةً هو العلم الذي يشتمل على كل ما ورد عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفة خَلقية أو خُلقية، من ناحية ضبط الكلمات، وتحرير الألفاظ، وكيفية الرواية عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، كما يبحث علم رواية فيما يتعلق بسند الحديث، من حيث درجة قبوله، أو رده، ودراسة رواية الحديث، وضبطها، ودراسة سندها، ومعرفة حال كل حديث من حيث القبول والرد، ومعرفة معاني ألفاظ الحديث، وشروحه، وما يمكن أن يستنبط منه من الأحكام والفوائد، وأما عن علم الحديث دراية، فإنه يسمى بعلم مصطلح الحديث، أو علم أصول الحديث، أو علوم الحديث، ويقصد به العلم بالقواعد التي يمكن من خلالها الوصول إلى معرفة أحوال سند الحديث، ومتنه، وبه يصل العالم إلى درجة الحديث من حيث القبول أو الرد، ويمكن تعريفه كذلك بأنه القواعد المُعرفة بحال الراوي والمروى، ويظهر من التعريفات السابقة.

أن علم الحديث هو دراية يوصل الباحث في العلم الشرعي إلى معرفة الأحاديث المقبولة من الأحاديث المردودة بشكل عام، ويكون ذلك عن طريق وضع قواعد عامة لمعرفة الحديث المقبول من الحديث المردود، أما علم الرواية فيبحث في حديث معين بتطبيقِ قواعد علم الدراية عليه، وأما عن كيفية حفظ الحديث فهو بالبدء بحفظ الأحاديث المشهورة، كالأربعين النووية، ورياض الصالحين، واللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان، وذلك كونها من المألوف والدارج على الأذن سماعه، وكذلك أيضا عمل ورد يومي للحفظ، وذلك بكتابة الأحاديث المراد حفظها بالبرنامج اليومي بخط اليد ثم إعادة تشكيلها، وتخريجها بمعرفة درجة صحتها ومحاولة معرفة مناسبتها، وكذلك سماع الورد اليومي من الأحاديث صوتيا، حيث تتوفر المقاطع الصوتية للأحاديث النبوية الشريفه على الانترنت بكثرة والحمد لله، وذلك بتكرار سماعها في الصباح الباكر وقبل النوم والترديد وذلك بترديدها مع المقطع الصوتي، والحفظ بتكرار الحديث على اللسان أكثر من مرة ، ومحاولة الحفظ جملة جملة، وإعادة قراءة الجملة عن ظهر قلب والمقارنة مع النص الأصلي، وكتابة الحديث الذي تم حفظه عن ظهر قلب، والتأكد من صحة الكتابة، والبحث عن الأبواب الفقهية التي يتبع لها الحديث الذي تم حفظه، فعملية الربط تسهل تثبيت الحفظ.

وكذلك عمل مراجعة للأحاديث اليومية المحفوظة، من خلال التسميع في حلقات التحفيظ، والبدء بحفظ مجموعة جديدة من الأحاديث كما في الخطوات السابقة، ويتخلل ذلك مراجعة للأحاديث المحفوظة، وقراءة شرح الأحاديث المحفوظة، ومعرفة الحكام الفقهية المستنبطة منها وذلك بعد مرور أسبوع على الأقل من حفظها، وإن الحديث النبوي أو السنة النبوية عند أهل السنة والجماعة هو ما ورد عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقية أو خُلقية أو سيرة سواء قبل البعثة أي بدء الوحي والنبوة أو بعدها، والحديث والسنة عند أهل السنة والجماعة هما المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن، وذلك أن الحديث خصوصا والسنة عموما مبينان لقواعد وأحكام الشريعة ونظمها، ومفصلان لما جاء مجملا في القرآن الكريم، ومضيفان لما سكت عنه، وموضحان لبيانه ومعانيه ودلالاته، فالحديث النبوي الشريف هو بمثابة القرآن الكريم في التشريع من حيث كونه وحيا أوحاه الله للنبي صلى الله عليه وسلم، والحديث والسنة مرادفان للقرآن في الحجية ووجوب العمل بهما، حيث يستمد منهما أصول العقيدة والأحكام المتعلقة بالعبادات والمعاملات بالإضافة إلى نظم الحياة من أخلاق وآداب وتربية، وقد اهتم العلماء على مر العصور بالحديث النبوي الشريف جمعا وتدوينا ودراسة وشرحا. 

واستنبطت حوله العلوم المختلفة كعلم الجرح والتعديل وعلم مصطلح الحديث وعلم العلل وغيرها، والتي كان الهدف الأساسي منها حفظ الحديث والسنة ودفع الكذب عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتوضيح المقبول والمردود مما ورد عنه، وامتد تأثير هذه العلوم الحديثية في المجالات المختلفة كالتاريخ، وما يتعلق منه بالسيرة النبوية وعلوم التراجم والطبقات، بالإضافة إلى تأثيره على علوم اللغة العربية والتفسير والفقه وغيرها، ويطلق على الحديث عدة اصطلاحات، فمنها السنّة، والخبر، والأثر، فالحديث من حيث اللغة هو الجديد من الأشياء، والحديث الخبر، يأتي على القليل والكثير، والجمع أحاديث، فالحديث هو الكلام الذي يتحدث به، وينقل بالصوت والكتابة، والخبر هو النبأ، وجمعه أخبار، وهو العلم، والأثر هو بقية الشيء، وهو الخبر، والجمع آثار، ويقال أثرت الحديث أثرا أي نقلته، ومن هنا فإن الحديث يترادف معناه مع الخبر والأثر من حيث اللغة، أما اصطلاحا، فإن الحديث هو ما ينسب إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، من قول أو فعل أو تقرير أو وصف، والخبر والأثر لفظان آخران يستعملان بمعنى الحديث تماما، وهذا هو الذي عليه اصطلاح جمهور العلماء، ولكن بعض العلماء يفرقون بين الحديث والأثر، فيقولون أن الحديث والخبر هو ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم، والأثر هو ما يروى عن الصحابة والتابعين وأتباعهم

google-playkhamsatmostaqltradent