recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

سيف الله المسلول "الجزء الثانى عشر"

الصفحة الرئيسية

سيف الله المسلول "الجزء الثانى عشر"











بقلم - محمـــد الدكـــرورى
















ونكمل الجزء الثانى عشر مع سيف الله المسلول، وقد توقفنا عندما استخدم القائد خالد بن الوليد التضاريس متى أمكنه ذلك لضمان التفوق الاستراتيجي على أعدائه، فخلال معاركه في العراق، تعمّد في البداية أن يبقى دائما قريبا من الصحراء العربية، حتى يكون من السهل على قواته الانسحاب في حالة الهزيمة، وهم أدرى الناس بالصحراء، إلا أنه بعد أن دمّر القوات الفارسية وحلفاءها توغل في عمق الحيرة، كما استغل اتخاذ الروم لمعسكرهم المنحصر من ثلاث جهات بالمرتفعات في اليرموك، لينفذ استراتيجيته ويبيد الروم، كما برع القائد خالد بن الوليد في استخدام تكتيك الهجوم المفاجئ، والذي شتت به قوات أعدائه في جنح الليل في معارك المصّيخ والثني والزميل، كما اعتمد القائد خالد بن الوليد في بعض الأحيان على الفكر غير التقليدى.
















مثلما فعل عندما اجتاز بادية الشام حين كان متجها إلى الشام مددا لجيوش المسلمين، فقطع بذلك طريق الإمدادات على قوات الروم في أجنادين قبل مواجهتها لجيوش المسلمين، وقد اعتمد القائد خالد بن الوليد أيضا في تكتيكاته على الفرسان، الذين استخدمهم لتنفيذ أساليب الكر والفر لتطبيق خططه الحربية، فهاجم بهم تارة الأجنحة وتارة قلب جيوش أعدائه ملحقا بهم هزائم كارثية، ومن أسرار تفوقه العسكري أيضا، اعتماده على استخدام العيون من السكان المحليين في المناطق التي حارب فيها، ليأتوه بأخبار أعدائه، وأما عن القائد خالد بن الوليد فهو عند أهل السنة، صحابي وسيف الله المسلول، وقد روى الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحدث عنه ابن خالته عبد الله بن عباس رضى الله عنهما وقيس بن أبي حازم.
















والمقدام بن معديكرب وجبير بن نفير وشقيق بن سلمة وآخرون له، إلا أن أحاديثه قليلة، وفي عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، بعثه النبي صلى الله عليه وسلم، إلى بني الحارث بن كعب أميرا وداعيان ويروى أنه أخذ شعر ناصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين حلق رأسه في حجة الوداع، فجعلها في مقدمة قلنسوته، فكان لا يلقى عدوا إلا هزمه" بينما ينظر بعض الشيعة إلى خالد نظرة سلبية، فهم يرونه ساعد الصديق أبا بكر في قمع المؤيدين لخلافة علي بن أبى طالب رضى الله عنه بحسب وصية الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد تعرض القائد خالد للعديد من الانتقادات منذ أسلم، بدءا من سريته إلى بني جذيمة ليدعوهم إلى الإسلام، والتي لم يبعثه الرسول صلى الله عليه وسلم، فيها مقاتلا، فخرج في ثلاثمائة وخمسين رجلا.
















من المهاجرين والأنصار وبني سليم، فلما وصل إليهم وجدهم يحملون السلاح، فسألهم عن الإسلام، فقالوا أنهم أسلموا، وسألهم ما بالهم يحملون السلاح، فقالوا أن بينهم وبين قوم من العرب عداوة، فخافوا أن يكون جند المسلمين هم هؤلاء القوم، فارتاب منهم خالدا وقد كان بنو جذيمة أهل غارات حتى أنهم عُرفوا "بلعقة الدم" وكان من قتلاهم في الجاهلية الفاكه بن المغيرة عم خالد بن الوليد، وعوف بن عبد عوف أبو عبد الرحمن بن عوف، فأمرهم بوضع السلاح، فوضعوه، ثم قال لهم استأسروا، فاستأسروا، ثم نادى خالد بن الوليد بضرب أعناقهم، فلبّى بنو سليم، بينما رفض المهاجرون والأنصار الأمر، وشكوه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، بل واتهمه عبد الرحمن بن عوف بأن قتلهم بثأر عمه الفاكه، وحين بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم.
















ما فعل خالد بن الوليد، وغضب غضبا شديدا لفعل خالد بن الوليد، ورفع يديه صلى الله عليه وسلم، داعيا إلى الله قائلا "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد" وبعث عليا ليودي لهم قتلاهم، فيقد لهم الدية، وكانت ثاني الانتقادات التي وجهت لخالد بن الوليد، كانت يوم قتل مالك بن نويرة في حروب الردة، وإن كانت الروايات قد اختلفت في سبب مقتله، فذكر الطبري في تاريخه أن مقتله كان لخطأ في الفهم ممن تولوا حراستهم من بني كنانة، وأن مالك أسر هو ورجال من قومه من بني يربوع في ليلة باردة، فأشفق عليهم خالد، فنادى "دفئوا أسراكم" وكانت تعني في لغة كنانة القتل، فظنوا أن خالد يعني قتلهم فقتلوهم، بينما ذهب ابن كثير في البداية والنهاية وأبو الفرج الأصفهاني في كتاب الأغاني إلى أن خالدا دعا إليه مالكا ليناظره.
سيف الله المسلول "الجزء الثانى عشر"
google-playkhamsatmostaqltradent