recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

بوح الصخور بقلم:هبة المنزلاوي

 


بقلم:هبة المنزلاوي


وقفت يوماً عند صخرة، وكان فمها مفتوحاً ،وكأنها تصرخ، اقتربت منها في عجب وسألتها :ما الذي أصابك أيتها الصخرة؟ ثم وجهت عينيّ ناحية المياه الهائجة وتأملت في لحظة سقوط الشمس عليها ،وكأنهما يتعانقان بقوة و يربطهما علاقة وثيقة من المحبة، على الرغم من كثرة التناقضات بينهما؛  فالبحر يستكين بدفء أشعتها، والشمس تطمئن بمرافقته الحية، فكل منهما وجد في الآخر شيئاً يستحق الوفاء له، فليست الأشياء كما نراها عليه فربما بداخل الأشعة الملتهبة مسكناً آمنا يدفئ الروح و في أعماق البرودة ربما تجد صديقا مخلصاً تسعده حرارتك، ثم عاودت النظر إلى الصخرة وسألت نفسي : ما الذي بداخل هذا الجماد الصلب؟! لكي يكشف عن صرخته الدامية وينطق عِبَارَاتِ الأنين  لا تستهينوا بصلابتي ولا تضعوني في خانة الصم والبكم، فربما قلوبكم هي الأكثر تحجرا منّي وربما خالقي جعلني جمادا لا أنطق لكي أكشف عنكم قناعكم!! وأشعر بما يحيط بكم وربما أنا أكثر رِفْقًا منكم وأتقن الحديث عنكم !!ولكن حديثي من  نوعٍ آخر هو أن أصمت وأترك الموجودات حولي تتحدث وتجتمع  المشاهد وتكثر الصور، فتبوح أعماقي لكم بما تريدون فهمه وأحدثكم عن ذواتكم المتعبة وتناقضات معقدة لا تجيدون رؤيتها هل نحن الآن نسمع الصخر؟! فما أشد غفلتنا وما أقسى الزمان علينا حينما ينطق الصخر!!! أدركنا أن الحياة ليست مجرد أشياء وأشخاص نراها بأعيننا وإنما هناك معانٍ  تختبئ وراء القمم، فلا تستهن بحال إنسان بين الصم والبكم وضع الأمور تحت عين فاحصة ، فربما تكتشف يوماً أنك أنت الأصم!!


google-playkhamsatmostaqltradent