recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

أحببتُ ذاك الطفل بقلم:هبة المنزلاوي

  

بقلم:هبة المنزلاوي


أحببت ذاك الطفل عندما نظرت داخل عينيه، فرأيتهما تلمعان مثل النجوم،  وضياء القمر في ليلة وضّاءة تحمل معها الأمل و تزرع بذور السعادة في أرض عامرة بكل أنواع الفاكهة؛  حتى ولو سرت على بعد أمتار منها وجدت بستانا يعطِّر حياتك بحب يرفرف فوق أغصان الشجر ،و تنمو فروعه لتصل إلى حد التشبث بالهواء، ذلك الطفل الذي كان يختفي وراء الأشجار ،ووضع القدر أمامه ستارا ،يحجب عنّا رؤيته لكي يزداد شوقُنا إليه، ويحن إليه القلب، ولكن كنا نرى ظله في كل لحظة نحيا فيها ،وكان يكبر الحلم بداخلنا،، متى سيسقط ستار القدر؟! ويكشف عن نظراتٍ بريئة، لا نعلم هل هي حقيقة؟! أم خيال ساحر؟! يبهر الوجود فتشعر النفسُ بحيرة شديدة، وتنبت فيها تساؤلات كثيرة فتذهب الروح معها وتبحث عن معنى الحياة داخل عينيه اللامعة ، حتى وإن جلست أمام شاطيء الأحلام ،سألت الرمال هل سيدوم هذا السحر؟! أم سيذهب بعيداً عنّا مثلما أنتِ تتفرقين مع الهواء ؟!هل سيصمد أمام الرياح؟! وسيبقى لنا أمل مقيم؟! أم ستحمله الرياح إلى مكان حيث لا يستطيع القلب سماع نبضاته؟! كلما سمعت حروفه شعرت وكأنّي أنصت إلى معزوفة ساحرة يأتي صداها من السماء، وترددها نسمات الهواء ،وتقف عندها كل الأسماع ؛ لتطربها بنبض الحياة وأمل النجاة ،نغمات لا نريد نسيانها  فنكتبها على كفّ أيدينا؛  لكي نتمتع برؤيتها حتى ونحن نيام، وكلما اشتدت علينا قيودُ الزمان أخذنا نتأمل فيها ،ونبتسم لموسيقاها النابعة من نهر صافٍ، لايعرف الأكاذيب ،وإنّما يخطف الروح إلى حيث مبتغاها، ويهدي للقلب ألحانا صادقة ،يحيا بها  فيشعر بأن يومَ ميلادِه ميلادُه هو ذلك اليوم الذي سمع  فيه ألحانه، طفل تعشقه الروح قبل أن تراه و تتغنى به أمام كل الأنهار لتسمعها المياه وتشهد على مغناها ، أضاف للحياة معنََى فوق معناها وأحيا الروح بأنفاسه المليئة بالحياة كنا نبحث كثيراً عن ذلك المعنى ،وظننا أنه لن يأتي وأنّ غيابه سيطول إلى ما لا نهاية وأنّ الزمان حكَم علينا بأن نعيش بدونه ،ولكننا في يوم كان عنوانه لقاء الفجر استجاب لنا القدر وسمعنا غناء القلب مجدداً، ووجدنا ذلك المعنى الضائع بداخلنا ووضعناه موضع روحنا لكي يعيش فينا للأبد حتى الموت لا يفرقنا؛ فلقاء الأرواح بعد الموت أعظم...


google-playkhamsatmostaqltradent