recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

سيف الله المسلول "الجزء الثالث عشر"

الصفحة الرئيسية

سيف الله المسلول "الجزء الثالث عشر"











بقلم - محمـــد الدكـــرورى
















ونكمل الجزء الثالث عشر مع سيف الله المسلول، وقد توقفنا عندما ذهب ابن كثير في البداية والنهاية وأبو الفرج الأصفهاني في كتاب الأغاني إلى أن خالدا دعا إليه مالكا ليناظره، ليرى أهو على دين الإسلام أم أنه ارتد ومنع الزكاة، وفيما هما يتناظران راجع مالك خالدا، فقال "ما أخال صاحبكم إلا وقد كان يقول كذا وكذا" قال خالد "أو ما تعدّه لك صاحبا؟" ثم أمر بقتله، وقد روى ابن خلكان أن مالك قال أنه يأتي الصلاة دون الزكاة، وهو ما رفضه خالد قائلا أنهما معا لا تقبل واحدة دون أخرى، بل وغالى اليعقوبي في تاريخه أنه قتل مالك ليتزوج من امرأته أم تميم، وقد أثارت تلك الحادثة ثورة من اللغط في المدينة، بعدما ذهب إليها أبو قتادة الأنصاري ومتمم بن نويرة أخو مالك، ليشكيا خالد للخليفة أبي بكر الصديق.
















وقد احتج أبو قتادة الذي كان من رؤساء الجند الذين أسروا مالك ورفاقه، بأن مالك ومن معه أقر بالإسلام وأجابوا داعية الإسلام، وحين علم بعض الصحابة ذلك، غضبوا أيما غضب من ذلك، حتى أن عمر بن الخطاب طالب الخليفة بعزل خالد، وقال "إن في سيف خالد رهقا أي ظلم وطغيان، وحق عليه أن يُقيده، إلا أن الخليفة أبا بكر الصديق لم يستجب لرأي عمر بن الخطاب، معللا بأن خالد تأول فأخطأ، وأنه ما كان ليشيم سيفا سله الله على الكافرين، وفي ذات الوقت أرسل إلى خالد ليقص عليه ما فعل، فعنفه أبو بكر على تزوجه بامرأة رجل لم يجف دم زوجها، وأمر بأداء دية مالك لأخيه متمم، ورد سبي بني يربوع، مرة أخرى يتعرض خالد للانتقاد خلال حروب الردة، وذلك يوم أن تزوج ابنة مجاعة بن مرارة بعد نهاية المعركة.
















وقد روى الطبري أن فعله هذا أثار غضب الخليفة أبا بكر الصديق، فكتب إليه "لعمري يا بن أم خالد إنك لفارغ، تنكح النساء وبفناء بيتك دم ألف ومائتي رجل من المسلمين لم يجفف بعد" وكان هناك انتقاد آخر تعرض له خالد بن الوليد وهذه المرة من قبل بعض المؤرخين يوم نهر الدم، حيث رأوا أن في أفعاله بعد المعركة من قتله للأسرى ليجري النهر دما وحشية لا تليق بقائد فاتح، بينما رأى آخرون أنها كانت في نطاق استخدامه لأساليب الحرب النفسية، وأنها أثرت أيما أثر في نفوس الفرس والأهم من العرب، وقد تزوج خالد بن الوليد ابنة أنس بن مدرك الأكلبي الخثعمي فولدت له ولده سليمان بن خالد الذي قتل أثناء فتح مصر، والمهاجر بن خالد الذي قتل يوم صفين وهو يقاتل في صف الإمام علي بن أبي طالب، وعبد الرحمن بن خالد والي حمص.
















من قبل الخليفة عثمان بن عفان، والذي شارك في يوم صفين في صف معاوية بن أبي سفيان، والذي شارك أيضا في حصار الأمويين للقسطنطينية، وكثر ولد خالد بن الوليد حتى قيل إنهم وصلوا أربعين رجلا وكانوا كلهم بالشام ثم قضوا كلهم في طاعون عمواس فلم يبق لأحد منهم عقب في الشام، وهناك مصادر متعددة تذكر أن له ذرية في باقي البلدان، ولقد انتشرتْ ألقاب كثيرة لصحابة رسول الله صلَى الله عليه وسلَم، حيث تناسبت هذه الألقاب مع صفات الصحابة الكرام حينا، وحينا كانت أسماء أطلقت على الصحابة رضوان الله عليهم، فعمر بن الخطاب لقب بالفاروق وأبو بكر لقب بالصديق وحمزة بن عبد المطلب لقب بأسد الله وسعد بن أبي وقاص لقب بحارس الرسول صلى الله عليه وسلّم، وأبو عبيدة بن الجراح لقب بأمين الأمة.
















وعبد الله بن عباس لقب بحبر الأمة، وأبو الدرداء لقب بحكيم الأمة، وعمرو بن العاص لقب بأرطبون العرب، وسيف الله المسلول وهو خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي المولود فى العام الثلاثون قبل الهجرة، وهو صحابي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقائد من خيرة قادات المسلمين العسكريين، وقد لقب خالد بسيف الله المسلول لأنه كان سيفا مسلطا على أعداء الدين، ولأنه كان قائدا عسكريا عُرف بالخطط العسكرية والقدرة القيادية الحكيمة والشجاعة التي تمتع بها، وقد خاض خالد في حروب كثيرة أبرزها حروب الردة وفتح العراق والشام، وقاتل المرتدين في عهد الخليفة أبي بكر الصديق ثم قاتل الدولة الساسانية الفارسية ثم انتقل للقتال على جبهة الشام ضد الروم، وهو القائد الذي لم يُهزم في أى معركة في حياته كلها.
سيف الله المسلول "الجزء الثالث عشر"
google-playkhamsatmostaqltradent