recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

فَجرُ العودة إلى الحياة بقلم: هبة المنزلاوي



بقلم: هبة المنزلاوي


مرت الليالي وكأنها رحلة طويلة ،تتجول بقلوبنا في فضاء الأحلام لننتظر ضياء الفجر، ونسمع جرس الأمل يغمر أرواحنا ويشفي جراحنا ،إنه الفجر الذي كانت الروح فيه وليدة  الحياة كطفلة ولدت حينها و يطربنا نبض الحب في الجسد ، أتى وكأنه عاصفة بلا ضحايا بل كان الظلام ضحيته، ذهب الظلام يشكو ضياءه الذي أباده بروح محبة وقلب كالثلج في لونه صفاء يتعجب منه الخلق تبدلت الأرواح وكأنها ريشة لا تشعر بثقلها ؛  ليسكنها ضياء ساطع وأمل نابض كأن الحياة كلها بستان من ورد جُوري يخطف الأعين ويسحر الأرواح مرت هذه الليلة، والناس نيام وجاءت إشراقة الحياة خِلسة وعند الصباح وقفت الروحُ متعجبةََ من أين جاء هذا الضياء؟! ومتى سحر الوجود بجماله؟! وكيف رسم في القلب حروفه؟! سمعنا صوتا آتٍ من بعيد ينادي علينا وكأنه الحلم أصابتنا الحيرة و سألنا أنفسنا هل نحن استيقظنا أم مازلنا ضائعين مع الأحلام ؟! هل خرج الحلم الى الحياة حقا ؟!فضاعت الروح في سحر ضيائه اللامع ،وابتسم القلب مرة أخرى من بين الدموع وتساقطت أوراق الظلام وخرج من بينها النور لينبض القلب بحب الحياة، فجر ساحر وعجيب ،تنتظره  كل القلوب وربما يمضي العمر بها وهي تحن إليه، و تتلهف إلى رؤية النقاء فيه، يقترب هذا الحلم منها كل لحظة أين مستقر الأمان؟! أين صفاء السماء بين موجودات الأرض ؟! ليعيش  القلب في سلام  ويرافقها الأمل بلا شوائب لتستعيد الروح قوتها وتقضي على كل الأحزان بصدق محبتها فما هذه الروح البريئة؟! التي هدمت أسوار الظلام وبنت بنقائها قلعةََ حصينة من نور ساطع لا يوجد فيها إلا دنيا الأحباب ،وعالم الأنقياء وابتسامة الأوفياء وأنهار من الأماني  تحيط بها  وتتلون بألوان صافية تجعل القلوب تتغلب على كل العقبات هذه الروح التي تنتشل بنقائها كل من حولها وتنقذهم من  النفق المظلم ،وتصل بهم إلى برّ الأمان ،تلمع عيناها لنرى فيها لحظة شروق الشمس نتأمل فيها وكأنها المأوى لتحلق معها أحلامنا وننتظر لحظة الغروب على حافتها حتى وإن جاءت تحولت إلى قمر!!! فعلمنا أنّ الظلام ذهب بلا عودة، نعم ذهب بلا عودة!!

google-playkhamsatmostaqltradent