recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

عيش حريه




عيش حريه 



بقلم: حسين الحانوتي



جال في خاطري كثيرا من المواضيع فظللت اتفكر فيها واحدث بها نفسي لكن فضلت ان احدث نفسي عن رغيف العيش رغم شدة حساسية الموضوع ومسه الطبقه الاكبر من الشعب وانا واحد من المستفيدين آثرت ان اتحدث فيه من وجهة نظري الخاصه بكل شفافية وحياديه ملتزما بالامانة والواقع الذي مر علي منذ ان استلمت بطاقة  تموين عليها حصه مدعومة من العيش كمواطن ضمن المواطنين المستحقين للدعم
فسابقا كنا كأبناء ريف نعيش فيه نراه يزرع وينتج ويأكل ومن النادر جدا ان تجد فرن من افران العيش الحكومي في اي قريه نظرا لان معظم بيوت الارياف بها الافران البلدي التي تنتج ما لذ وطاب من اطعمة الريف المشهوره من ضمنها العيش البلدي الذي تهفو اليه النفس لياكل حاف بل ان اصدقائنا من المدن كانوا يتهافتون لزيارتنا او زيارتهم كي يستسيغوا ويتلذذوا بطعم ما انتجت يد  امهاتنا من هذا الدواء الطبيعي للنفس رغم انهم يحظون بالعيش البلدي المدعم وكما رغبتهم في اكل عيش الريف كانت رغبتنا في الحصول علي بعض ارغفة اهل المدينة رغم ان امهاتنا برعن في انتاج ما يشبهه مزخرف بالسمن البلدي والبيض واحيانا قطع الفراخ واللحم
تغير الزمن وتحضر الريف الي حد ما وبدات الدوله تهتم اهتماما بليغا بتقديم خدمات للمواطن في الريف فدعمته بالافران والتزمت بحصه مقرره ومدعمه لكل فرد بعد ان كان العيش لمن يريد او لمن استطاع اليه سبيلا لكن كان من الصعب الحصول علي العيش المدعم لزحمة الافران وسوء ورداءة العيش المدعم واستمرار تفضيل الريف لمنتجه الاصلي من العيش الفلاحي والمستفيد الاول والاخير هو صاحب الفرن و من يحصل علي ما يريد من العيش ياكل الصالح منه والباقي يوضع في الشمس ليجف ويطحن للطيور او الماشية وما هذه الا حقيقه رايتها بام عيني في معظم القري التي تحيط بنا 
تغير الحال مع الوقت وتنازل الريف عن طبيعته فهدمت الافران البلدي التي كانت تشعل بالحطب ثم بالغاز وذلك لعزوف الريف عن زراعة القطن فندر الحطب وانعدم وجوده ثم رفع دعم الغاز بعد انتشاره في الارياف فغلي سعره وفضل المواطن التزام الدوله بتوفير الافران في الارياف والتزامها بحصه مقرره يوميا لكل فرد وحملت علي عاتقها العبئ الاكبر من تمويل العيش 
لكن مع خطط الدوله في الحفاظ علي نسبة المنتج وتقليل المستورد من القمح وعمل صوامع لتخزينه وتقليل نسبة الفاقد منه لتوفير احتياجات المواطنين مع منظومة الكارت الذكي لتوزيع نسب المواطنين المقرره تطورت منظومه فساد التوزيع من المواطن كمستهلك اولا ومن اصحاب الافران كموزعين برعوا في استحداث نظم جديده مع الكارت للحصول علي نسبه من الدعم المقرر للمواطن علي فروق العيش المتبقيه للمواطن واصبح يصرف النسبه المقرره يوميا للمواطن رغم عدم احتياج معظم المستفيدين للنسبه المقرره فيقوم هو باستغلالها ليضيف لرصيده ويتقاسم المبلغ الشهري الذي يزيد بالطبع عن مبلغ الحكومه مع المواطن فضلا عن توفير دقيق خام يتصرف فيه كيفما شاء في السوق السوداء ..
منظومة يشتهيها الفساد ويرتع فيها كباقي منظومات دوواين الدوله والمتضرر الاول والاخير هو المواطن ثم الدولة لعدم وجود رقابة صارمة علي الافران فاتجهت الدوله اخيرا لرفع دعم الرغيف بعد ان قللت وزنه الربع رغم ان قلة وزنه توفر الدولة مليارات وكان المفروض الاكتفاء بذلك
اذا فتقليل وزن الرغيف للربع ورفع الدعم الجزئي عنه سوف يرفع يد الدوله عن المنظومة كامله مع الوقت ويصبح سعر العيش كالبنزين والكهرباء وغيرهما
ورغم ان مس سعر تلك الخدمات المفروضه علي الدوله منذ امد تزيد من معاناة اسر كامله محدودة الدخل بل اقتربت من انعدام الدخل الا ان ضريبة الاصلاح الذي توقفت مسيرته لاكثر من عقود لابد من دفعها سواء جيلا او اجيال ومن الحظ العاثر ان يتحملها جيلنا ..جيلنا الذي منه ما يأكل العيش حافا 
لكن السؤال اليس هناك بدائل عن رفع دعم العيش لاستكمال مسيرة الاصلاح لان هذا سيرفع حتي سعر ساندوتش الفول والطعمية علي فئه كل اعتمادها وقوتها علي الرغيف
عندما يرفع دعم رغيف العيش هل سيتم دعم الفلاح وتشجيعه برفع سعر القمح ودعم مستلزمات الزراعه ليعود الدعم من ناحيه اخري لفئه منتجه لمحصول استراتيجي وامن قومي
ليس اعتراضا علي رفع الدعم لان المجتمعات الصحيه هي التي يتقبل فيها الراي والرأي الاخر والنقد المشروع حتي لا نكون كقطيع الخرفان ان قال سيدهم صفقوا وان كان خطأ.. 
فكلنا لاحظ الهجمه الشرسه علي تصريحات الرئيس ومعظمنا لم ينظر الا تحت قدميه فلم تري عينه حياه كريمه ولا مدارس تبني ولا مستشفيات تقام وتستقبل مرضي ولا اراضي تستصلح وتنتج ليعود الدعم في صورة سلع منتجات رخيصة الثمن دونا عن البلاد المجاورة 
كل دول العالم ترفع يدها عن تدعيم اي منتج او سلعه حتي وان كانت هي الاولي في انتاجه عالميا لكنها مقابل ذلك تقدم افضل خدماتها للمواطن كالصحه مثلا والدوله في سبيل تطبيق التامين الصحي الشامل والا فمن اين لذاك ام ان الحريه في الاعتراض علي العيش فقط وايضا الاعتراض علي عدم وجود خدمات
في النهاية توافقت مع نفسي علي مضض علي الانصياع للامر الواقع لا محاله داعيا ان يعيش من تحمل ضريبة الاصلاح ليري نتائجها والا فلا عيش ولا حرية… ..




google-playkhamsatmostaqltradent