ماذا ينتظر العالم من قمة «جلاسكو» للمناخ؟
اهتمت الإعلامية لميس الحديدي بقمة جلاسكو للمناخ، وناقشت ما الذي يمكن انتظاره منها، فاستضافت كلًا من الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، والدكتور محمود محيي الدين المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي...
وأوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد أن مصر صاحبة حضور قوي كمفاوض في قمم المناخ، فاتفاق باريس 2015 كان بشأن خفض درجة حرارة الأرض مع مراعاةً المسئولية المشتركة متباينة الأعباء، بحيث لا تتحمل الدول التي تتقدم على مسارات التنمية ما تتحمله الدول التي تسببت في النسبة الأكبر من الانبعاثات الضارة، والتفاوض يجري ليتحمل كٌل المسئولية المُتفق عليها.
وأكدت الوزيرة أن قمة هذا العام مهمة لعدة أسباب أولها أن العالم لم يُنه خطة عمل اتفاق باريس، وثانيها أن مصر متقدمة بملف الترشح لاستضافة المؤتمر عام 2022 نيابةً عن أفريقيا، والسبب الثالث هو توضيح مجهودات مصر في هذا الملف، فعلى الرغم من أن نسبة الانبعاثات من مصر 0.6 من إجمالي انبعاثات العالم، وأنها لم تحصل على تمويلات كثيرة في ملف المناخ، فإنها حققت نجاحًا في مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، والنقل الكهربائي، ومنظومة المخلفات.
أما الدكتور محمود محيي الدين فقد توقع من قمة جلاسكو إجراءات طال انتظارها، وأمور لم يكتمل تنفيذها، وتقييم القمة ناجحة أم لا سيكون بكيف سيتم تخفيض الانبعاثات ومتابعة ذلك؛ علمًا بأن المتسبب بها ليس الدول الأفريقية التي تُشكل مجتمعة أقل من 3%، في حين أن الولايات المتحدة مسئولة عن 25% من هذه الانبعاثات، والصين مسئولة عن 13 أو 14%.
موضحًا أن كل هذا يُلقي بعبء على القمة القادمة التي من المرتقب أن تستضيفها مصر، فالمسئولية العالمية تضامنية صحيح ولكن الأعباء تختلف؛ فالدول المسئولة عن الانبعاثات تتحمل التزامات أكبر، ومنها التمويل، المائة مليار دولار التي تعهدت الدول المتقدمة بتقديمها للدول النامية، وهي من أكثر الأمور صعوبة في تدقيقها، فلم يأتِ ما يساوي المائة مليار، وأفضل التقديرات سجلت 80 مليار بطرق حسابية تنطوي على قدرٍ كبير من المجاملة، بينما ذكرت دراسة لمنظمة "أوكسفام" إننا لم نصل إلى 60% من هذا الرقم، كما لم يُقدم التمويل بشكلٍ متوازن بين استثمارات للتخفيف وأخرى للتكيف.
وأضاف أنه نتيجة لذلك من المهم في القمة القادمة أن يُراجع هذا الرقم وتتقرر زيادته، كما تمنى من مصر خلالها أن تبني على ما تحقق في هذه القمة، وتتبنى موضوعات أخرى غير الانبعاثات مثل التنوع البيولوجي وأهداف التنمية المستدامة، وتعبر عن الأولويات الأفريقية والعربية، وتستغل الفرصة لجذب استثمارات في هذا المجال.