recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

مسار الصين نحو تحقيق الأمن الغذائي

 


مسار الصين نحو تحقيق الأمن الغذائي

 











 

تُعرّف "منظمة الأغذية والزراعة، "الفاو" (Food and Agriculture Organization, FAO) نقص التغذية على أنَّه عدم قدرة الفرد على الحصول على ما يكفي من الغذاء لتلبية الحد الأدنى من متطلبات الطاقة الغذائية لمدة عام، وهو مؤشر رئيس للجوع المزمن.












ووفقًا لـ"منظمة الأغذية والزراعة"، فقد انخفض معدل السكان الذين يعانون من نقص التغذية في الصين من 16.2% في عام 2000 إلى 8.6% في عام 2017، وقد حدث هذا الانخفاض جنبًا إلى جنب مع ارتفاع دخل الفرد السنوي من 330 دولارًا فقط إلى 9460 دولارًا أمريكيًّا خلال الفترة نفسها.













وكان للنمو الاقتصادي السريع في الصين دور رئيس في انخفاض عدد السكان الذين يعانون من نقص التغذية، لكن الأمر لم يحدث نتيجة النمو الاقتصادي فقط، ولكن نتيجة للعديد من السياسات التي اتخذتها بكين تاريخيًّا وحتى اليوم على مختلف المستويات.

 






سياسات الصين لتعزيز الأمن الغذائي

تحقيق الاكتفاء الذاتي: سعت الصين تاريخيًّا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الغذاء المحلي؛ ففي عام 1996، أصدرت الحكومة الصينية ورقة بيضاء تستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي للحبوب، بما في ذلك الأرز والقمح والذرة، بنسبة 95%، وقد ارتفع الإنتاج المحلي للصين في أغلب الأحيان لتلبية الطلب المتزايد للبلاد.








ونظرًا للاعتماد المتزايد للصين على الواردات الغذائية، والتي نمت من 14 مليار دولار أمريكي إلى 104.6 مليارات دولار أمريكي في الفترة من 2003 و 2017، في الوقت الذي زادت فيه الصادرات الغذائية من 20.2 مليار دولار أمريكي إلى 59.6 مليار دولار أمريكي فقط خلال الفترة نفسها، وجدت الصين نفسها تعاني بشكل متزايد من عجز في تجارة المواد الغذائية.








وعليه، قامت بكين بإعادة صياغة استراتيجيتها للاكتفاء الذاتي من الغذاء بشكل علني، في مؤتمر العمل الريفي المركزي السنوي في عام 2013؛ حيث أقر القادة الصينيون بأنه سيتعين على البلاد استكمال إمداداتها المحلية بـ "الواردات المعتدلة" من أجل تلبية احتياجات الأمن الغذائي.

 













القوانين والتشريعات: أجرت الحكومة الصينية تعديلات كبيرة على القانون الوطني لسلامة الأغذية في عام 2015 لتشديد لوائح سلامة الأغذية وتعزيز الإنفاذ، كما عملت كلٌّ من الحكومة والشركات الصينية على استيعاب شهية البلاد المتغيرة والاستجابة لأوجه القصور في الأمن الغذائي للبلاد.










 

الدعم الحكومي: تقدم بكين إعانات كبيرة لتعزيز الصناعات الزراعية؛ ففي عام 2018، دفعت الصين 206 مليارات دولار أمريكي للإعانات الزراعية - ما يقرب من ضعف ما دفعه الاتحاد الأوروبي (110 مليارات دولار أمريكي) ونحو خمسة أضعاف الولايات المتحدة الأمريكية (44 مليار دولار أمريكي).

 






تعزيز الإنتاج الزراعي: اتخذت الحكومة الصينية العديد من الإجراءات المصممة لمواجهة جميع أشكال التحديات التي تواجه الأمن الغذائي والتنمية المستدامة. كما أولى القادة الصينيون أيضًا اهتمامًا متزايدًا بشأن تعزيز الإنتاج الزراعي للبلاد من خلال المحاصيل المعدلة وراثيًّا، وقد اجتازت أنواع الذرة وفول الصويا المعدلة وراثيًّا تقييمات السلامة الحيوية الصينية في يناير 2020، وهي خطوة رئيسة نحو تسويق المحاصيل المعدلة وراثيًّا في الصين.

















ومن جانبها، سعت الشركات الصينية إلى مواجهة صعوبات الإنتاج المحلي من خلال الاستثمارات الكبيرة في الأصول القائمة على الزراعة في الخارج، ففي الفترة من عام 2000 و 2018، اشترت الصين نحو 3.2 ملايين هكتار من الأراضي في الخارج؛ مما يجعلها رابع أكبر مشترٍ في العالم، بعد الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الكونغو الديمقراطية وماليزيا.

 








مسار الصين نحو تحقيق الأمن الغذائي





المصدر: مقتطفات تنموية - السنة الثانية - العدد (37).


google-playkhamsatmostaqltradent