الجانب المظلم للناس الحساسين
كتبت /شيرين كمال
فيه مقوله عظيمة بتقول "سينستيفتي إيز أ جيفت" أو بما معناه الإحساس الزايد منحة أو هدية، اللي احنا هنا بنقول له "مأفور" و"حساس بزيادة" وبنقولها بتهكم وكأنها عيب فيه، أو بنقول ليها "إنتي دراما كوين" "إنتي بتعيطي باللمس".. وده مش كلامي أنا بس.. في مقالة علمية قريتها عن (الإتش إس بي) أو الهاي سينستف بيرسون أو الإنسان الحساس بدرجة عالية إتقال فيه حرفياً إنه في الثقافات اللي مابتقدرش مشاعر الناس دي أو ماعندهمش وعي في التعامل معاهم بتخليهم يوصلوا لـ ما يسمى بـ"لو سيلف استيم" أو تقدير منخفض لنفسهم.. وطبعا ثقافتنا غنية عن التعريف.
ويقول كيرو راجى
"الإنسان الحساس" تعريفه في العلم ببساطة هو شخص جهازه العصبي بيستجيب –بطريقة أعمق- وأكبر للمؤثرات زي اللمس والمشاعر والمحفزات الإجتماعية زي المواقف والأحداث والتعاملات الإنسانية عموما.. يعني دي طبيعة خلقته لا هو مجنون ولا صاحب عيب خلقي ولا مريض نفسي، والعيب مش في الشخص الحساس بقدر ما بيكون عيب في اللي حواليه في التعامل معاه زي الشمس كده بتنور لك وتدفيك وتمدك بفيتامينات جسمك محتاجها وبرضه ممكن تديك ضربة شمس تموتك أو تحرقك عادي.. هل العيب هنا في الشمس؟ أبدا العيب في عدم فهمك لطبيعة الشمس وسوء استخدامك ليها.. طب هل الشمس عمرها ما هتبقى شمس؟ لأ هاتفضل برضه بطبيعتها زي ما هي.. ولكن دي مش بس كل معاناتهم الحقيقة.. وأنا هنا هوريك الجانب المظلم للناس الحساسين دول.
1 – دايماً ضحية لإحراجه وكسوفه:
ولأن الشخص الحساس دايماً بيفكر بعمق وفي الماورائيات في أي موقف أو كلمة أو تصرف وقد يكون أحيانا بشكل مبالغ فيه.. فدايما بيوقعوا ضاحيا لإحراجهم وكسوفهم.. يحرج ياخد حقه في موقف فبتضيع كتير من حقوقه، يتكسف يقول لأ فايلبس في حاجات هو مش عايزها أو مش هايقدر يعملها أو حاجة تعطله أو حتى تأذية، ييتكسف يحط حدود لمساحته الشخصية قدام ناس متطفلة أو حشرية وبعدين يرجع يتضايق إنه ماخدش موقف أو ماوقفهمش عند حدهم، ده غير كسوفه وإحراجه قدام نفسه لو غلط أو عمل موقف مش قد كده، لو اتحط في موقف محرج عادي وبيحصل، أو كسوفه وإحراجه حتى من ماضيه نفسه حتى الحاجات اللي ماحدش يعرف عنها حاجة واللي مش هو السبب فيها.. وبالتالي هو دايما حاسس إنه مضيع حقوقه بنفسه وفي نفس الوقت مش عارف يعمل إيه؟.. طبعا فيه منهم بيشتغل على نفسه وبيتعلم ياخد مواقف صريحة لكن برضه بتفضل فيه حتة جواه حاسة بالذنب الوهمي أو كسوفه ممكن يغلبه وده كتير ممكن يعطلهم في حياتهم أو شغلهم أو دراستهم.
2 – أكتر حد "موودي" ومتقلب المزاج:
وطبعا لأنه أكتر من غيره إحساس بكل حاجة في الحياة فتلاقيه مثلا مبسوط قوي وماشي بيرقص وبعدها بدقيقة مقفول من حياته كلها!، وزي ما تقدر بسهولة تشجعه وتسعده ومشاعره تبقى إيجابية وروحه المعنوية وثقته في نفسه في السماء تقدر بسهولة تكسر مقاديفه وتحبطه وتضايقه أو تنقله مشاعر سلبية واللي ممكن تخليه في أوقات يغرق فيها ويوصل للقاع وبياخد وقت عشان يطلع منها تاني، وكل ده لأن عنده ما يسمى بـ"لارج اسكيلد إيموشن" أو مشاعر على نطاق أوسع من غيره من الناس.
3- هو "سفنجة مشاعر":
عارف المشهد بتاع السفنجة وهي بتشرب المياه؟!.. هو كده مع المشاعر من كل حاجة حواليه وبيتأثر وبيحس بطاقة اللي حواليه جدا وطاقة الأماكن وغالبا إحساسه بيكون حقيقي وفي مكانه بطريقة غريبة وصادق بطريقة مخيفة، وزي ما بيمتص الحلو من الناس بيمتص الوحش والسلبي وأحيانا ده بيفضل تأثيره أطول وأعمق عليه للأسف.. وهتلاقيه برضه عامل زي السفنجة في إنك كل ما تعصرها هاتديك من اللي هي امتصته منك.. فاللي حواليه يستغرب ويقول.. "ياه إنت لسه فاكر؟".. "دانت بتشيل جواك بقى؟".. "ليه قلبك أسود كده؟".. الحقيقة إنه الشخص ده طيب وقلبه أبيض بس إنت اللي بتبقى وجعت إحساسه وجع مايتنسيش مش أكتر.
4 – شنطته دايما تقيلة:
يعني دايما شايل حمل جواه تقيل وأغلبه مش بتاعه.. ودايما حساس إن فيه شنطة مليانة على ظهره.. سواء من مسؤوليات شغل وحياة ومسؤوليته عن الحوالية وأحيانا مسؤوليات مش بتاعته أصلا ولا حتى شغلته ولا يقدر من أساسه عليها.. وبالتالي دايما ماشي بألم ما جواه وشعور بالتقصير اللي جايز هو شخصيا مش عارف في إيه؟، شعور بالذنب مش واضح هو تجاه مين وعشان إيه وحقيقي من أصله ولا لأ؟، وأغلب الوقت عايش مفرهض عاطفيا وطاقته خلصانة.. ودي مابتبقاش عاصفة بتعدي عليه وتروح لأ دي دوامة غالبا مابيخرجش منها.
5 – بيحط حدود مبالغ فيها:
الشخص الحساس من كتر الأذى النفسي اللي بيتعرض له بجهل من اللي حواليه أو بقصد بيبني حوالين نفسه سور عالي لعله يحمية ويحمي مشاعره قدر الإمكان.. في كل علاقاته.. وللاسف السيئة هنا بتعم.. لأنه بيتوقع الأسوء ولأنه فاهم إنه مش هايستحمل فابيقرر يقفل الباب عليه بس ممكن يسيب شباك كده يطل عليه منه الناس، وجايز هو شخصيا مابيكونش حابب الباب ده ومضايقه لكن بيبقى أسلم الحلول بالنسباله، وكمان بتبقى حدوده صعبة الإختراق.. سهل يحبك بس صعب يقول لك ولو قال لك صعب تدخل حياته بشكل كامل لأنه عارف إنك لو دخلت وخرجت هاتخد حتة من مشاعره وروحه وهو اللي هايتعب برغم إن ده بيحرمه كتير من مشاعر حلوة ممكن يعيشها زي كتير غيره، كمان ده بيخليه يكتم مشاعره الحلو منها والوحش فتلاقي مشاكله بتكبر جواه وممكن ياخد أكشن ويبعد أو تكبر الخلافات ويبعد واللي قدامه مش واصله إيه اللي حصل أصلا.
6 – مقفل عداد مخاوفه:
الشخص الحساس دايما (اللإينسكيورتيز) بتاعته أو مخاوفه عالية جدا.. هو عارف ده وواعي له ومتعذب بيه وعارف إن أغلبها مش حقيقي.. لكن معظم التجارب – السلبية- بتحكم توقعاته وقرارات حياته وتصرفاته بشكل أكبر، ده غير إنه بيخاف يواجة أو يتصرف بسبب الصورة السبلية اللي وصلت له من الناس وتحديدا اللي حوالية عن إنه هو اللي معيوب وهو اللي حساس بزيادة ومأفور دايما.. رغم إن الناس دي ممكن تكون غلطت فيه فعلا، وبالتالي هو دايما عايش خايف مش شئ ما.. خايف ما يقدرش ياخد موقف.. خايف يتجرح.. خياف يفشل.. خايف يقع مايعرفش يقوم تاني.. خايف يتلعب بمشاعره.. خايف حد يستغله.. خايف مايبقاش قوي كفاية.. أو حتى مجرد خايف يتقال له "إنت حساس قوي"!.