صندوق النقد الدولي: ثلاثة أزمات مجتمعة- الصراع وجائحة كوفيد-19 وتغير المناخ- تولد أزمة الجوع
كتب - حسن سليم
أوضح صندوق النقد الدولي أنه في عام 2021 كان يعاني نحو 192.8 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد في 53 دولة حول العالم بسبب ثلاثة أزمات رئيسة وهي: الظواهر الجوية المتطرفة والآثار الاقتصادية الناجمة عن جائحة "كوفيد-19" والصراعات وانعدام الأمن.
ارتفعت أسعار الغذاء بنسبة 23% خلال عام 2021؛ نتيجة الأحداث الجوية المتطرفة والتي ألحقت الضرر بالمحاصيل إلى جانب ارتفاع تكاليف الطاقة، ثم جاءت الحرب الروسية لأوكرانيا في أواخر فبراير 2022 لتتسبب في ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية نتيجة لاضطراب تدفقات السلع الأولية من دولتين من أكبر دول العالم تصديرًا للقمح والسلع الاستهلاكية الأساسية الأخرى، حيث تسهم هاتين الدولتين بربع صادرات العالم من القمح وخمس صادراته من الشعير والذرة، وأكثر من نصف صادرات زيت بذور عباد الشمس.
ورجح الصندوق أن تواصل أسعار المواد الغذائية ارتفاعها جنبًا إلى جنب مع التحديات الاقتصادية التي يشهدها العالم، حيث يتزايد التضخم، ولا تزال الجائحة تعرقل سلاسل الإمدادات العالمية، أما تغيُر المناخ وما ينتج عنه من جفاف وفيضانات وحرارة وحرائق الغابات، فيهدد الإنتاج الزراعي في كثير من المناطق الزراعية في العالم.
وفضلًا عن اضطراب إنتاج الغذاء والإمدادات من أوكرانيا على وجه التحديد، فقد أثرت الحرب على إنتاج الغذاء العالمي نتيجة لارتفاع أسعار الأسمدة، والتي ارتفعت تكلفتها متأثرةً بارتفاع أسعار الطاقة وخاصةً الغاز الطبيعي والذي يعد أحد العناصر الأساسية في صناعة الأسمدة. ومن المرجح أن تواصل أسعار المواد الغذائية ارتفاعها خلال العام القادم، حيث إن خفض استهلاك الأسمدة بسبب ارتفاع أسعارها سيؤدي إلى خفض إنتاج المحاصيل وارتفاع تكاليف الزراعة.
أشار الصندوق إلى ارتفاع مستويات الجوع الحاد، والتي تُقاس بعدد الأشخاص غير القادرين على تلبية احتياجاتهم من استهلاك الغذاء على المدى القصير، بنحو 40 مليون شخص خلال عام 2021، وترجع هذه الزيادة بشكل أساسي إلى الصراعات.
كما أشار الصندوق إلى ارتفاع مستويات نقص التغذية بشكل كبير – والتي تُقاس بعدد الأشخاص غير القادرين على تلبية متطلباتهم من استهلاك الغذاء على المدى الطويل –بنحو 118 مليون نسمة في عام 2020.