استراتيجية روسيا في التعامل مع ترسانتها النووية
تظل احتمالية نشوب حرب نووية قائمة في ظل استمرار التوترات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وثمة تحذيرات أمريكية من إقدام موسكو على توجيه ضربة نووية لأوكرانيا، لذلك من المهم تسليط الضَّوء على الترسانة النووية التي تمتلكها روسيا.
يتطلب استخدام الأسلحة النووية في روسيا موافقة العديد من المسؤولين، بخلاف النظام المتبع في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يتمتع رئيس البلاد بحرية كاملة في استخدام الأسلحة النووية، وثمة ثلاث شخصيات تمتلك الحقيبة النووية في روسيا، وهم الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» ووزير الدفاع «سيرجي شويجو» ورئيس الأركان العامة للجيش «فاليري جيراسيموف»، ويجب أن يمر قرار استخدام السلاح النووي من خلال «بوتين» وأحد المسؤولين العسكريين الآخرين.
وعلى الرغم من أنَّ الأزمة الأوكرانية لا تُعد من نوع الحروب التي قد تلجأ فيها موسكو إلى استخدام الأسلحة النووية، لاسيما وأنَّها لا تفرض تهديدًا وجوديًّا بالنسبة لروسيا، فإنَّ عدم قدرة الجنود الروسيين على تحقيق انتصار عسكري حاسم حتى الآن في أوكرانيا قد يجعل الاستراتيجيين الروسيين يعيدون النظر في استخدام الأسلحة النووية.
ويُجدر الحذر من أنَّ الكرملين قد لا يتهاون مع وقوع خسائر روسية أكبر، مثل خسارة شبه جزيرة القرم، أو توجيه أوكرانيا لهجمات كبيرة للأراضي الروسية باستخدام الأسلحة التي تقدمها الدول الغربية لها، ومن الضروري أن تتوخى الدول الغربية الحذر في تزويد أوكرانيا بقدرات عسكرية، لتجنب تجاوز الخطوط الحمراء لروسيا، حتى لا يتطور الأمر إلى صدام نووي.
استراتيجية روسيا في التعامل مع ترسانتها النووية
المصدر: فورين أفيرز