إنترنت الأشياء وتقنياته الواعدة تساعد على تحقيق الاستدامة البيئية
يركز التقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي على أهمية إنترنت الأشياء والتقنيات المتصلة ذات الصلة في إيجاد حلولاً فعالة لعدد لا يحصى من التحديات اليومية التي تواجه الأفراد والشركات حول العالم، وبينما تختلف تقديرات العدد الحالي للأجهزة المتصلة حول العالم، فإن جميع التوقعات تؤكد زيادة عدد مستخدمي هذه الأجهزة خلال السنوات القادمة، لذلك، فإن تسخير قوة هذه الأجهزة المتصلة والتقنيات ذات الصلة بات أمرًا مهمًا لتحسين طريقة عيش الناس وعملهم.
وكما نجحت الأجهزة المادية المتصلة بالإنترنت والمضمنة بأجهزة استشعار وبرامج وأجهزة تنظيم الحرارة والكاميرات ومكبرات الصوت وغيرها من التقنيات ذات الصلة في تسيير الحياة اليومية، فقد نجحت هذه التقنيات أيضًا في معالجة تحديات البنية التحتية من خلال تطبيقات للكشف عن احتياجات الصيانة للجسور والشوارع.
كما اعتمدت العديد من الصناعات استخدام الأجهزة الذكية لتوفير رؤى حول سلاسل التوريد والخدمات اللوجستية والموارد البشرية والإنتاج، حتى أن اعتماد المستهلكين على هذه التقنيات بات متزايدًا وأكثر أمانًا من خلال القوة التحويلية للأجهزة المحمولة والأجهزة الذكية الأخرى.
ومع بداية تفشي "جائحة كوفيد-19"، فقد ساعدت الأجهزة الإلكترونية والتقنيات الذكية الأفراد والشركات في معظم دول العالم على تطبيق إجراءات التباعد والحماية الاجتماعية، كما اعتمد المستخدمون بشكل كبير على الأجهزة والتطبيقات التي تمكنهم من العمل والدراسة عن بعد؛ حتى أن هناك العديد من الصناعات التي تم تنفيذها عبر تقنيات الأتمتة والاتصال لضمان استمرارية الأعمال والمرونة.
كما نجحت هذه التقنيات في مساعدة الحكومات على صياغة سياسات ولوائح لتقديم الخدمات والتدابير الصحية اللازمة للحد من انتشار الجائحة من خلال إجراءات التباعد الاجتماعي وتعقب المخالطين، كما شهد قطاع الرعاية الصحية تسارعًا في تطورات إنترنت الأشياء لتقديم حلول فورية للتحديات الجديدة التي تفرضها الجائحة.
وتزامنًا مع انتشار إنترنت الأشياء والتوسع في استخدام الأجهزة المحمولة والتقنيات المتطورة، فإن قضايا الخصوصية والأمن والثقة باتت مصدر قلق كبير للعديد من الأفراد حول العالم، ومع استمرار انتشار التكنولوجيا الرقمية في جميع جوانب الحياة، تقدم البيانات الناتجة فرصًا متزايدة وتحديات أكثر، إلا أن تكثيف الجهود لضمان أمن المعلومات سيسمح بمعالجة هذه المخاوف وتعظيم الاستفادة من التكنولوجيا المتصلة من خلال تضمين المزيد من الأشخاص مع تقليل مخاطرها على الأمن والخصوصية والحرية المدنية.
ختامًا، بحسب استطلاع للرأي تضمنه التقرير، فقد انقسم المستجيبون حول ما إذا كان إنترنت الأشياء ذو صلة بالاستدامة البيئة، ومع ذلك فقد أوضحت نتائج الاستطلاع أن هناك ثقة متزايدة من قبل غالبية المستجيبين في أن إنترنت الأشياء والتقنيات المصاحبة ستُحقق تقدمًا ملحوظًا في الاستدامة البيئية في المستقبل.
