موسم الخير.. افتتاح موسم حصاد القمح بشرق العوينات
اهتمت البرامج الحوارية مساء أمس بافتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي موسم حصاد القمح ومصنع إنتاج البطاطس في شرق العوينات بمحافظة الوادي الجديد، وفي هذا الإطار تم استضافة عدد المسئولين لبيان مردود تلك المشروعات.
ذكر الدكتور محمد فهيم مستشار وزير الزراعة أن شرق العوينات تقع على الحدود الجنوبية الغربية لمصر وتحديدًا عند الحدود مع ليبيا وتشاد والسودان، وتنفيذ هذه المشروعات هناك دليل على نجاح الدولة المصرية في تحويل صحراء جرداء من ملايين السنين إلى أرض خضراء بها آلاف الأطنان من القمح والبطاطس وغيرها من المحاصيل الأخرى، ما يؤكد أن الدولة المصرية تُخطط وتعلم جيدًا فيما تنفق لصُنع رصيد للأجيال القادمة، وعن سبب إنشاء مصنع لإنتاج البطاطس بشرق العوينات فقد أوضح أن الدولة قد أضافت بإنشاء هذا المصنع ميزة مهمة للغاية وهي التصنيع الزراعي لزيادة القيمة المضافة للمنتج، وهو ما يصُب في صالح المزارع والمستهلك، إذ يضمن ذلك إتاحة مخزون مُصنع للمستهلك يستخدمه عند العجز حتى لايضطر للشراء بأسعار مبالغ فيها، كما إنه يستوعب أيضًا أي كميات زائدة بالسوق ما يُحقق استقرارًا وتوازنًا في الأسعار لصالح المزارع، وأخيرًا أكد أن حرص رئيسي الدولة والحكومة على التواجد أمس في قلب الحدث يُعد بمثابة رسالة دعم مهمة للمستثمرين المصريين والعرب والأجانب للمشاركة في مشروعات الإنتاج الزراعي.
أفاد الدكتور محمد القرش المتحدث باسم وزارة الزراعة بأن هناك جهودًا كبيرة تم بذلها بملف القمح تحديدًا، حيث إن هناك مساحات جديدة كبيرة تمت زراعتها به وبغيره من المحاصيل في الدلتا الجديدة والريف المصري وتوشكى لتحقيق الأمن الغذائي للمواطن المصري، هذا بخلاف العمل على مضاعفة إنتاج الأراضي القديمة لتصل إلى متوسط 20 أردب للفدان مقارنةً بـ 10 أردب في السابق، ونتيجة مشروعات التوسع الأفقى والرأسي زاد حجم توريد القمح الموسم الماضي، ومتوقع أن يتكرر ذلك بالموسم الحالي، فهناك إقبال كبير من قبل المزارعين على عملية التوريد إذ تم توريد ما يقرب من 2 مليون طن حتى الآن، وتابع مؤكدًا أن الجميع يلمس نتائج خطوات الدولة في هذا الملف يومًا بعد يوم لاسيما في ظل تزايد حدة الأزمات العالمية التي أكدت صحة القرارات التي اتخذتها الدولة المصرية في التوجه لدعم القطاع الزراعي لأجل توفير الأمن الغذائي للمواطن المصري.
أوضح الدكتور ياسر عبد الحكيم المستشار العلمي لمشروعات مستقبل مصر أن مشهد افتتاحات الأمس في شرق العوينات جاء تتويجًا لما بُذل من جهود مكثفة على مدار السنوات الماضية لأجل إضافة مساحات جديدة للأراضي الزراعية والتوسع في زراعة المحاصيل الاستراتيجية التي تحتاجها البلاد، مضيفًا أن مشروع مستقبل مصر بدأ في مارس 2017 واليوم تم استصلاح 420 ألف فدان، وهذا المشروع يتضمن زراعة المحاصيل الرئيسية التي نريد تقليل فاتورة استيرادها من الخارج كالقمح بواقع 70 ألف فدان، إضافة إلى بنجر السكر والذرة والبطاطس وغير ذلك من المحاصيل.
ذكر النائب هشام الحصري رئيس لجنة الزراعة بمجلس النواب أنه في ظل نقص إمدادات الغذاء والحبوب عالميًا كان توجه الدولة المصرية للتوسع أفقيًا ورأسيًا في زراعة المحاصيل الاستراتيجية والحبوب التي كان يتم استيراد نسبة كبيرة منها من الخارج، وأمس افتتح السيد الرئيس بداية موسم الحصاد لمجموعة من المشروعات الزراعية؛ 150 ألف فدان بتوشكى و146 ألف فدان بشرق العوينات و4000 بعين دله و4500 فدان بواحة الفرافرة و70 ألف فدان بمشروع مستقبل مصر بمساحة إجمالية أكثر من 374 ألف فدان ستمثل إضافة كبيرة ستؤدى لسد الفجوة الاستيرادية من محصول القمح والاستمرار في توفير رغيف الخبز للمواطن بسعره المدعم، علمًا بأن كل المساحات الزراعية الجديدة تستخدم طرق الرى الحديثة مع مراعاة الحفاظ على مخزون المياه الجوفية، وهذا يتم بفضل أبحاث تقوم بها وزارة الرى لتحديد مقنن مائي لكل مساحة زراعية تتناسب مع المحصول الذى سيتم زراعته.
لفت الإعلامي محمد الباز إلى أن الرئيس عبد الفتاح قد أعلن في حديثه أمس أثناء افتتاح موسم حصاد القمح، أن مصر تقوم بتحقيق الأحلام بأثر رجعي عبر مشروع شرق العوينات وغيره من المشروعات الزراعية، لأن الأحلام لا تسقط بالتقادم في ظل السعي قدمًا نحو الجمهورية الجديدة، موضحًا أن ما يتم تنفيذه من مشروعات يأتي نتاجًا لاكتمال الإرادة السياسية مع الإدارة الجيدة هذا إلى جانب الجهد المبذول من قبل القوات المسلحة من خلال الشركة الوطنية لزراعة واستصلاح الأراضي الزراعية، وعليه طالب الشعب المصري كافة بعدم السماح لأي أحد بتشويه ما يتم من إنجازات على الأرض.