رسائل رئيس مجلس الوزراء خلال المؤتمر الصحفي أمس
اهتمت برامج التوك شو، مساء أمس، بتحليل رسائل رئيس مجلس الوزراء خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد عقب الاجتماع الثاني للحكومة بتشكيلها الجديد، حيث أجاب الدكتور مصطفى مدبولي على عدد من الأسئلة التي طرحها الصحفيين حول عدد من الأمور والقضايا التي تشغل الرأي العام، ومن بينها: أزمة انقطاع الكهرباء وتخفيف الأحمال، ونقص بعض الأدوية، وخطة الدولة لاستغلال الأصول غير المستغلة، وشكل العلاقة الحالية مع صندوق النقد الدولي.
أزمة انقطاع الكهرباء وتخفيف الأحمال:
أوضح المستشار محمد الحمصاني المتحدث باسم مجلس الوزراء أن السيد رئيس مجلس الوزراء كان قد أعلن خلال الفترة الماضية إنه تم توفير الموارد الدولارية اللازمة لتوفير الوقود بعد التنسيق بين وزارتي الكهرباء والبترول لاحتساب احتياجات محطات الكهرباء من الوقود، وبالفعل تم توفير مليار و200 مليون دولار لشراء المازوت والغاز الطبيعي اللازم لمحطات الكهرباء، وعلى إثر ذلك بدأت وزارة البترول في استلام شحنات الوقود، ومقرر استكمال باقي الشحنات الأسبوع المقبل لتكوين المخزون الكافي لوقف تخفيف الأحمال بدءً من 21 يوليو الجاري وحتى منتصف سبتمبر المقبل، وفيما يتعلق بحجم الاستهلاك فقد تم الإشارة من قبل أكثر من مرة إلى أن التوسع العمراني والمشروعات الكبرى والارتفاع الكبير في درجات حرارة فصل الصيف نتيجة التغيرات المناخية أسهم بشكل رئيسي في زيادة الاستهلاك الذي تجاوز الأيام الماضية 37.5 جيجاوات بمعدل زيادة 12.5% عن حجم الاستهلاك في العام الماضي، ما دفع الدولة للتحرك نحو إدخال المزيد من مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة حيز التنفيذ وربطها بالشبكة القومية للكهرباء قبل الصيف المقبل، وقد تم توقيع عدد من الاتفاقيات لتوفير من 3 لـ 4 جيجا وات في استهلاك الكهرباء، وهذا يُعادل الفجوة المتوقعة في الاستهلاك الصيف القادم، وفي إطار حرص الدولة على التوسع في هذا النوع من المشروعات كان من الضروري دعم توطين صناعة المكونات المرتبطة بمشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة محليًا بدلاً من استيرادها من الخارج لتجنب زيادة الأعباء الدولارية، وهذا سيتم بالتنسيق مع مجموعة التنمية الصناعية، وعن ترشيد استهلاك الكهرباء فقد أكد أهمية هذا الأمر، خاصة وأنه يتم توجيه الناتج عنه لتوفير الموارد اللازمة لتشغيل محطات الكهرباء، ولهذا حرص السيد رئيس مجلس الوزراء على دعوة المواطنين للالتزام بترشيد الاستهلاك، وهذا أيضًا تكليف للمؤسسات الحكومية.
ذكر الدكتور رمضان أبو العلا أستاذ هندسة البترول أن ما يعطي مؤشر على إمكانية تحقيق ما صرّح به السيد رئيس مجلس الوزراء بشأن أن الاحتياطات لسد استهلاك الكهرباء الصيف المقبل ستعتمد على الطاقة الجديدة والمتجددة هو أن الدولة المصرية حققت فوائد كثيرة منذ استضافة مؤتمر تغير المناخ "كوب 27"، حيث تم توقيع نحو 16 مذكرة تفاهم وبروتوكول تعاون لتوطين وإنتاج الطاقة الجديدة والمتجددة وعلى رأسها الهيدروجين الأخضر، وهنا لابد من الإشارة إلى أننا نمتلك أكبر محطة لتوليد الطاقة الشمسية "بنبان" إضافة إلى الطاقة الكهرومائية من السد العالي فضلًا عن طاقة الرياح، حيث تصل نسبة مساهمة الطاقة الشمسية والكهرومائية 2% وتزيد طاقة الرياح قليلًا عن تلك النسبة، وأضاف أن ما تتحدث عنه الحكومة خلال عام 2025 يعطينا أمل في عدم تكرار أزمة انقطاع الكهرباء مرة أخرى.
توجه الإعلاميون أحمد موسى وتامر أمين وشريف عامر برسالة شكر للدكتور مصطفى مدبولي، تقديرًا لحرصه على الوفاء بوعده الخاص بوقف خطة تخفيف الأحمال على مستوى الجمهورية بدءً من الأحد المقبل وحتى نهاية فصل الصيف، مع العمل على حل الأزمة بشكل كامل قبل نهاية العام الجاري.
تناول المؤشرات الرئيسية للاقتصاد:
أفاد المستشار محمد الحمصاني المتحدث باسم مجلس الوزراء بأن السيد رئيس مجلس الوزراء أشار في حديثه خلال المؤتمر الصحفي، لما يلي: 1) تحقيق الموازنة العامة للدولة فائضًا أوليًا بلغ 875 مليار جنيه مقارنةً بـ 164 مليار جنيه خلال العام المالي السابق، 2) جهود الدولة في خفض الدين الخارجي الذي انخفض من 168 مليار دولار إلى 160 مليار دولار في مايو الماضي، 3) انخفاض معدل التضخم بشكل تدريجي، 4) السعي قدمًا نحو رفع معدلات النمو، 5) العمل على زيادة نسبة القطاع الخاص لـ65% من إجمالي استثمارات الدولة خلال الـ3 سنوات القادمة، وعن برنامج الطروحات الحكومية فقد أكد "الحمصاني" استمراره في إطار تنفيذ وثيقة سياسة ملكية الدولة لتعظيم استغلال أصول الدولة بالتعاون مع القطاع الخاص.
أوضح الدكتور عبد المنعم السيد مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية أن الدين الخارجي أحد أهم التحديات التي تواجه الدولة المصرية، ولذلك تم وضع سقفًا له، حيث لم يُعد متاحًا لأي جهة الاقتراض إلا بعد موافقة السادة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء إضافةً إلى مجلس النواب، بهدف الحد من السقف الخاص بالديون الخارجية مع اتجاه الدولة لجذب الاستثمارات وتكوين حصيلة دولارية لسداد مستحقات الدين ومن ثم انخفاضه، ومن المخطط له داخل الموازنة العامة المصرية ووفقًا للبيان الحكومي الممتد تنفيذه على مدار 3 سنوات تبدأ من العام المالي الحالي 2024/ 2025 وحتى 2026/ 2027 أن يكون في حدود 145- 150 مليار بالإضافة إلى سداد المستحقات من فوائد أقساط وخدمة الديون، وبالتالي سيكون هناك مسار نزولي للدين حتى لا تزيد نسبته من الناتج المحلي الإجمالي عن 55 لـ60%.
أكد الأستاذ محمد محمود الباحث الاقتصادي بجامعة القاهرة أن ضبط سعر الصرف وقدرة البنوك على تدبير العملة بالسعر الرسمي منذ شهر مارس الماضي، ساهم بشكل رئيسي في حدوث انخفاض تدريجي لمعدل التضخم حتى وصل لـ26.6%، ولمزيد من الانخفاض يتطلب الأمر مزيد من التنسيق بين السياستين المالية والنقدية.
شكل العلاقة مع صندوق النقد الدولي:
أكد المستشار محمد الحمصاني المتحدث باسم مجلس الوزراء عدم صحة ما يُثار بشأن وجود أزمة مع صندوق النقد الدولي، والسيد رئيس مجلس الوزراء أشار خلال المؤتمر الصحفي إلى تلقيه اتصالاً هاتفيًا من مديرة الصندوق عقب أداءه اليمين الدستورية، تضمن التأكيد على التزام الصندوق بدعم عملية الإصلاح التي تقوم بها مصر، وما تم هو تأجيل اجتماع الصندوق لـ29 يوليو الجاري، ونتطلع إلى الموافقة على المراجعة الثالثة مع الصندوق، لاسيما في ظل إصرار الحكومة على استكمال برنامج الإصلاح الاقتصادي.
أوضح الدكتور عبد المنعم السيد مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية أن الصندوق أحد شركاء التنمية مع الدولة المصرية، وآخر الاتفاقيات التي تم إبرامها الفترة الماضية تقضي بالحصول على 8 مليار دولار، وبالفعل حصلت الدولة المصرية على القسطين الأول والثاني، وهناك تأجيل للقسط الثالث نظرًا لقيام الصندوق بدراسة تقليل الفائدة المستحقة على التسهيلات الائتمانية الممنوحة منه.
اعتذار رئيس مجلس الوزراء لطبيبة سوهاج التي جرى تعنيفها من قبل السيد محافظ سوهاج أثناء قيامه بجولة تفقدية لمستشفى مراغة المركزي:
أكد المستشار محمد الحمصاني المتحدث باسم مجلس الوزراء أن رئيس مجلس الوزراء قد حرص على تقديم واجب الاعتذار بشكل شخصي لهذه الطبيبة، في رسالة واضحة لاحترام وتقدير الموظف العام، وهذا ما تم الإشارة إليه بالاجتماع الأول للسادة المحافظين التي شهد صدور توجيهات بأهمية تواجدهم على الأرض بصورة يومية لمتابعة المشروعات والخدمات التي تقدم للمواطنين والاستماع إلى مشاكلهم والعمل على حلها.
أثنى الإعلاميون أحمد موسى وتامر أمين وشريف عامر على سرعة تدارك الدكتور مصطفى مدبولي للموقف، حيث حرص سيادته على توجيه الاعتذار للطبيبة، وهذا أمر يُحترم ويُقدر.
