recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

8 مارس.. حين ينحني العالم احترامًا للمرأة المصرية

 

8 مارس.. حين ينحني العالم احترامًا للمرأة المصرية

8 مارس.. حين ينحني العالم احترامًا للمرأة المصرية  


بقلم: حسن سليم

يوم المرأة العالمي ليس مجرد احتفال عابر، بل هو شهادة على بصمات خالدة، وحين نتحدث عن المرأة المصرية، فإننا لا نتحدث عن نصف المجتمع فحسب، بل عن النصف الذي ربّى النصف الآخر، عن العمود الفقري لحضارةٍ ضاربة في جذور التاريخ، عن امرأة صنعت الأمجاد وألهمت الأجيال، عن روحٍ لا تنكسر وعزيمةٍ لا تلين.  


في زمنٍ سحيق، حين كانت أممٌ بأكملها تبحث عن مكانها على خارطة الوجود، كانت مصر تضع أولى لبنات الحضارة، وفي قلب هذه الحضارة وقفت المرأة المصرية، لا كشاهد صامت، بل كقوة دافعة للأمام. كانت الملكة حتشبسوت أعظم حكام زمانها، وقادت مصر إلى قمة الازدهار، بينما كانت نفرتاري ونفرتيتي رموزاً للجمال والقوة والحكمة. وحين تآمرت الأقدار على مصر، وجدت كليوباترا نفسها سداً منيعاً في وجه العواصف، فأصبحت أسطورة تُروى عبر العصور.  


وعندما أراد الله أن يختار امرأة لحمل أمانة عظيمة، اختار المصرية "هاجر"، فكانت صبرها وإيمانها أساسًا لميلاد أمة كاملة، وصار سعيها بين الصفا والمروة شعيرة خالدة في أعظم مناسك الإسلام. ثم جاءت مارية القبطية رضي الله عنها، فوضعت قدم المصريات في بيت النبوة، وامتزجت أرض الكنانة ببركة آل البيت.  


لم تكن المرأة المصرية في يومٍ من الأيام إلا صانعةً للتاريخ، وسيدةً للمواقف العظيمة. وعندما اشتدت المحن، وقفت شامخة في وجه الاستعمار، كانت صفية زغلول "أم المصريين"، وكانت هدى شعراوي تكتب أولى فصول النضال النسائي. وحين نادى الوطن، كانت المناضلات المصريات يقدمن أرواحهن فداءً له، ولم تكتفِ المرأة المصرية بصناعة الأمجاد في الماضي، بل أثبتت في كل عصر أنها على قدر التحدي.  


اليوم، نرى المصرية طبيبة تنقذ الأرواح، وعالمة تصنع المستقبل، وجندية تحرس الحدود، ومعلمة تضيء دروب العلم، ومهندسة تبني الوطن، ورائدة أعمال ترفع اسم مصر عاليًا في المحافل الدولية. إنها قوة لا تهدأ، وعطاء لا ينضب.  


إن الإنجازات العظيمة تحتاج إلى قيادة واعية تقدر قيمتها، وفي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، شهدت المرأة المصرية نهضة غير مسبوقة، حيث تصدرت المناصب القيادية، ووضعت بصمتها في كافة المجالات. وأصبح تمكينها نهجًا ثابتًا للدولة المصرية، لا منّة ولا مجاملة، بل إيمانًا عميقًا بدورها المحوري في التنمية وبناء الأوطان.  


إلى كل أم مصرية علمت أبناءها أن حب الوطن عقيدة، إلى كل فتاة حملت طموحاتها وسارت نحو القمة، إلى كل عاملة تكدّ بعرقها من أجل أسرتها، إلى كل قائدة ترسم ملامح الغد، إلى كل امرأة مصرية.. أنتِ اختيار الله، أنتِ مجد الماضي وعنوان المستقبل، أنتِ منارة الحضارة وشرف الوطن.  


كل عام وأنتِ العزة والكرامة، كل عام وأنتِ مصرية عظيمة

google-playkhamsatmostaqltradent