عاصفة إقالات تضرب وكالة الاستخبارات الأمريكية والموظفون الجدد في مهب الريح
تشهد وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA موجة غير مسبوقة من الإقالات، تنفيذًا لتوجيهات إدارة الرئيس دونالد ترامب، في خطوة أثارت قلقًا واسعًا داخل أروقة الوكالة، وانعكست سلبًا على معنويات الموظفين.
وبحسب مصادر مطلعة، استُدعي عدد من الضباط الجدد، الذين التحقوا بالوكالة خلال العامين الماضيين، إلى موقع بعيد عن مقرها الرئيسي في لانغلي بولاية فيرجينيا، حيث أُجبروا على تسليم بطاقاتهم التعريفية، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وتستهدف عمليات التخفيض تقليص أعداد الموظفين الذين ما زالوا في مرحلة التقييم الوظيفي، الأمر الذي دفع العديد من العاملين الشباب إلى التوجس من أي مكالمة هاتفية قد تحمل لهم نبأ إنهاء خدمتهم.
وأكدت مصادر داخل الوكالة أن تراجع الروح المعنوية كان واضحًا خلال الأسبوع الجاري، مما أثر على الإنتاجية العامة. في المقابل، أوضحت متحدثة باسم الوكالة أن قرارات الإقالة شملت عددًا من الضباط الجدد لكنها لم تفصح عن العدد الدقيق، مشيرة إلى أن الإجراءات لا تعني بالضرورة أن جميع المعينين حديثًا سيواجهون المصير ذاته.
وتأتي هذه التطورات عقب حكم قضائي اتحادي منح مدير الوكالة جون راتكليف سلطة مطلقة في إقالة الموظفين دون قيود، ما فتح الباب أمام حملة تسريحات واسعة، رغم اعتراضات قانونية طالب فيها محامون بضرورة منح المفصولين فرصة للطعن على قرارات إنهاء خدمتهم.
وفي ظل هذه التغييرات، لا تزال بعض القطاعات الاستراتيجية مثل رصد الأنشطة الصينية ومكافحة تهريب المخدرات في المكسيك تحظى بحماية نسبية، حيث تقلصت قرارات الفصل فيها بشكل ملحوظ.
وبينما تمضي الإدارة قدمًا في إعادة هيكلة الوكالة، يبقى الموظفون الجدد في حالة ترقب، وسط مخاوف متزايدة من أن تكون هذه الحملة بداية لمزيد من الإجراءات التي قد تعيد تشكيل CIA في المرحلة المقبلة.