جامعة طنطا تحيل طاقم الأمن الإداري للتحقيق بعد منع "ضحية السيرك" من مداخلة إعلامية
في تحرك سريع لاحتواء أزمة أثارت جدلاً واسعاً، أصدر الدكتور محمد حسين رئيس جامعة طنطا بمحافظة الغربية، قرارًا بإحالة طاقم الأمن الإداري بمستشفى الطوارئ الجامعي للتحقيق، بعد منع المصاب محمد إبراهيم البسطويسي، المعروف إعلاميًا بـ"ضحية النمر المفترس"، من استكمال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب، وقطع الاتصال على الهواء بطريقة وصفت بأنها غير لائقة.
وأكد رئيس الجامعة ضرورة معاملة المرضى وذويهم باحترام، وفتح قنوات التواصل مع وسائل الإعلام لنقل صوت الضحايا واحتياجاتهم، مشددًا على محاسبة المتسببين في الواقعة.
وكان المصاب محمد البسطويسي، مساعد مدربة الأسود بالسيرك، قد نُقل إلى مستشفى الطوارئ بطنطا إثر هجوم مروع من أحد النمور خلال عرض بالسيرك المقام في منطقة البوريفاج، ما أسفر عن إصابته بجروح بليغة استوجبت بتر ذراعه، وسط حالة من الهلع بين الجمهور.
وفي خطوة تضامنية، زار اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية المصاب للاطمئنان على حالته، مؤكدًا دعم الدولة الكامل له ولأسرته، وموجهًا بسرعة إنهاء إجراءات تخصيص معاش شهري له عبر مديرية التضامن الاجتماعي، لضمان حياة كريمة بعد فقده القدرة على مزاولة عمله.
كما أعلنت قيادات من حزب مستقبل وطن، برئاسة النائب محمد عريبي، خلال زيارة للمصاب، عن التكفل بتوفير كشك كمصدر دخل له، وتغطية نفقات زواجه، إضافة إلى تقديم إعانة شهرية منتظمة، ضمن مبادرات الدعم المجتمعي.
في المقابل، أثار المحامي وليد الفولي، الموكل عن المصاب، موجة جديدة من الجدل بعد تشكيكه في تقرير طبي بيطري تم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي، واصفًا إياه بـ"الناقص والمضلل". وأكد أن التقرير استند فقط إلى أقوال مسؤول تغذية السيرك، دون الرجوع إلى الفحص الفني للجنة البيطرية الرسمية، ما أفقد التقرير الحيادية والمصداقية.
وكشف الفولي في تصريحاته أن الأسود والنمور داخل السيرك يتم إطعامها لحوم حمير نافقة، ما أدى لإصابة بعضها بالسعار، مما يشكل خطرًا داهمًا على أرواح العاملين والجمهور. وانتقد ما ورد بالتقرير من معلومات عن كميات الطعام المقدمة للحيوانات، معتبرًا أنها بعيدة عن الحقيقة ولا تستند إلى أي فحص ميداني أو تقييم من جهة محايدة.
وطالب الفولي بتشكيل لجنة مستقلة لمراجعة أوضاع الحيوانات داخل السيرك، وتقييم أساليب التغذية والرعاية، وتحديد المسؤوليات، لضمان عدم تكرار الحادثة ومحاسبة من تورط في التقصير أو الإهمال.
ويعود الحادث إلى الأيام الأخيرة من عروض السيرك التي أقيمت بطنطا احتفالًا بعيد الفطر، حيث باغت أحد النمور العامل محمد البسطويسي أثناء العرض، مهاجمًا إياه بشراسة بعد محاولته الخروج من الحاجز الفاصل بين الجمهور وحلقة العرض. الهجوم تسبب في جروح قطعية خطيرة أدت إلى بتر ذراعه، وسط ذهول وذعر الحضور.
وشهدت ساحة السيرك حالة من الفوضى، بعدما اندفع المواطنون لإنقاذ أطفالهم والفرار من المكان، قبل أن يتمكن العاملون والمدربون من السيطرة على الموقف وإعادة النمور إلى أقفاصها. وسرعان ما وصلت قوات الأمن، وفرق الإسعاف، وقيادات حي أول طنطا إلى موقع الحادث للسيطرة على الوضع وضمان سلامة الجميع.
الواقعة أعادت إلى الواجهة الأسئلة حول معايير الأمان في العروض الحيوانية، ومدى التزام السيرك بالضوابط البيطرية والإنسانية، وسط مطالب متزايدة بفتح تحقيق موسع في الحادثة وتداعياتها، وتحديد مدى مسؤولية إدارة السيرك في ما جرى.
وفي انتظار نتائج التحقيقات، تبقى حالة محمد البسطويسي رمزًا لمعاناة كثيرين من العاملين في المهن الخطرة، ممن يواجهون الموت كل يوم دون تأمين كافٍ أو رعاية حقيقية.