ذعر في إدفو.. مريض نفسي يقتحم منزلًا ويطعن أبًا ونجله في وضح النهار
سادت حالة من الذعر والقلق في نجع السايح بمدينة البصيلية التابعة لمركز إدفو بمحافظة أسوان، بعد أن أقدم شخص يعاني من اضطرابات نفسية على اقتحام منزل وطعن صاحبه ونجله باستخدام آلة حادة، ما أسفر عن إصابتهما بجروح بالغة استدعت نقلهما على وجه السرعة إلى مستشفى النيل التخصصي لتلقي الرعاية الطبية.
الحادث المروع وقع على خلفية خلاف قديم تجدد فجأة، حين داهم المعتدي المنزل مدفوعًا بهياج نفسي، حاملًا سلاحًا أبيض، ووجّه طعناته بشكل مباشر نحو رب الأسرة أسامة منصور عبدالقادر البالغ من العمر خمسة وأربعين عامًا، ونجله مصطفى البالغ ثمانية عشر عامًا، قبل أن يلوذ بالفرار من موقع الجريمة وسط صدمة سكان الحي.
التحريات الأولية كشفت أن المعتدي يعاني من اضطرابات نفسية مزمنة، وأن الحادثة جاءت بدافع الانتقام من مشادة سابقة نشبت قبل أيام بينه وبين أهل المنزل، الأمر الذي أعاد إلى الأذهان خطورة بعض الحالات النفسية غير المتابعة طبيًا في المجتمع، وأثرها الكبير على أمن وسلامة المواطنين.
فور تلقي البلاغ، انتقلت سيارات الإسعاف إلى موقع الجريمة، وتم نقل المصابين إلى مستشفى النيل التخصصي بمدينة إدفو، حيث خضعا للفحوصات والإسعافات الضرورية، وأكدت المصادر الطبية أن حالتهما مستقرة رغم الإصابات التي وُصفت بالخطيرة.
الجهات الأمنية بدورها انتقلت إلى موقع الحادث، وباشرت معاينة مسرح الجريمة وجمع الأدلة، كما استمعت لأقوال الشهود والجيران الذين أكدوا معرفتهم بالمعتدي، مشيرين إلى أنه كان دائم العزلة ويعاني من سلوكيات غير مستقرة في الفترة الأخيرة.
المصادر كشفت أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على الجاني في وقت لاحق، وجارٍ عرضه على الطب النفسي لتحديد مدى مسؤوليته الجنائية، تمهيدًا لعرضه على النيابة العامة التي باشرت التحقيق في الواقعة وأمرت بفتح ملف شامل حول خلفيات الحادث.
الواقعة فتحت الباب مجددًا للنقاش حول أهمية المتابعة الطبية للمصابين بالأمراض النفسية، وضرورة تدخل الأجهزة المعنية لضمان عدم تحوّل هذه الحالات إلى تهديد حقيقي لأرواح المواطنين، خاصة في المناطق الريفية التي تفتقر إلى برامج رعاية نفسية متكاملة.
ويبقى السؤال مطروحًا: إلى متى ستظل ملفات المرضى النفسيين مهمشة، بلا رقابة أو متابعة، حتى تتكرر مثل هذه الحوادث المؤلمة في قلب المجتمعات المسالمة؟