تصعيد غير معلن: طائرات أمريكية محملة بالقنابل تصل إسرائيل وسط توتر إقليمي متزايد
في خطوة عسكرية لافتة تزامنت مع أجواء تفاوضية مشحونة، وصلت إلى إسرائيل تسع طائرات نقل أمريكية تحمل مئات القنابل، بينها أنواع متقدمة قادرة على اختراق التحصينات، في مؤشر على استعدادات ميدانية لأي تطور سلبي قد يطرأ على مسار المفاوضات الجارية مع إيران بشأن ملفها النووي.
التحرك الأمريكي، الذي كشفت عنه هيئة البث الإسرائيلية ونقلته قنوات إخبارية عربية، يأتي في وقت تتعاظم فيه المخاوف من انهيار المفاوضات مع طهران، وسط تعنت إيراني وتباين في الرؤى بين أطراف التفاوض حول آليات الرقابة وضمانات التنفيذ.
وفي السياق ذاته، كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية عن تصعيد داخلي آخر، حيث أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رئيس جهاز الأمن الداخلي الشاباك بنيته التوصية بإقالته خلال اجتماع الحكومة المرتقب هذا الأسبوع. الخطوة، إن نُفذت، قد تعكس خلافات عميقة داخل المؤسسة الأمنية حول إدارة الملفات الحساسة في المرحلة الحالية.
على الجانب الآخر، عاد ملف الضربات العسكرية ضد إيران إلى الواجهة بعد نشر تقرير لصحيفة أمريكية بارزة تحدث عن تدخل سابق للرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب لمنع تنفيذ هجوم إسرائيلي ضد منشآت نووية إيرانية. التقرير أشار إلى أن ترامب فضّل التفاوض على توجيه ضربة قد تشعل المنطقة، وهو ما اعتُبر حينها تراجعًا مؤقتًا ضمن حسابات أكبر.
ورغم أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لم ينفِ بشكل مباشر ما ورد في التقرير، إلا أنه شدد على أن الجهود التي قادها نتنياهو عبر سنوات أسهمت بشكل فعال في تعطيل مشروع إيران النووي، ونجحت في كبح تقدم طهران نحو امتلاك قدرات نووية فعلية، رغم ما واجهه من تحديات داخلية وخارجية.
المشهد في المنطقة لا يزال غامضًا، لكن وصول القنابل الأمريكية إلى إسرائيل يبعث برسائل واضحة لكل الأطراف. مفاوضات إيران تسير على حبل مشدود، والتحركات العسكرية توحي بأن السيناريوهات البديلة على الطاولة، إن لم تنجح لغة الدبلوماسية.