الشيوخ يناقش تجديد الخطاب الديني ضمن خطة شاملة لمحاربة التطرف
في جلسة شهدت زخماً فكرياً وحضوراً سياسياً لافتاً ناقش مجلس الشيوخ ملفات شائكة تتعلق بتجديد الخطاب الديني ومكافحة التطرف وتعزيز ثقافة التسامح ضمن جهود الدولة لصون نسيجها المجتمعي وحماية أمنها القومي
ترأس الجلسة المستشار بهاء أبوشقة وكيل المجلس حيث أحال مجموعة من طلبات المناقشة إلى لجنة الشؤون الدينية لإعداد تقرير مفصل بشأنها وعلى رأسها تجديد الخطاب الديني ودور الوقف الخيري في دعم المؤسسات المعنية بالعمل الدعوي والخدمي
أبوشقة طالب بإنشاء هيئة وطنية مستقلة تُعنى بتجديد الخطاب الديني وتتبع رئاسة الجمهورية أو مجلس الوزراء مباشرة تضم في تشكيلها ممثلين عن الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ووزارتي التعليم والتعليم العالي إضافة إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والقوات المسلحة والمجتمع المدني بهدف تكامل الجهود وضبط المسار الفكري والثقافي للدولة
وخلال الجلسة عرض النائب محمد شوقي العنانى طلب مناقشة عامة حول توجهات الدولة في دعم خطاب ديني عصري يعزز من فكر الاعتدال ويرسخ للمواطنة والاندماج مشدداً على أن تجديد الخطاب الديني ضرورة وطنية لاستقرار الدولة وتحقيق تماسكها المجتمعي في ظل التحولات الثقافية الراهنة
وأكد النائب علاء مصطفى في مداخلته أن التطرف الديني يمثل أحد أبرز التحديات التي تهدد السلم الاجتماعي مشيراً إلى أن الدولة بحاجة إلى خطاب ديني متزن يواجه الكراهية ويعزز من قيم التسامح والانفتاح الفكري
من جانبه استعرض الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف جهود الوزارة في إعداد استراتيجية وطنية متكاملة تستند إلى أربعة محاور رئيسية تشمل مواجهة الفكر المتطرف وتأهيل الكوادر الدينية وتحصين المجتمع من السلوكيات المنحرفة مثل الإلحاد والتنمر والتحرش والانفلات الأخلاقي إضافة إلى بناء الإنسان فكرياً وثقافياً وصولاً إلى تحقيق هدف أسمى يتمثل في صناعة الحضارة عبر جيل قادر على الابتكار والريادة
وأكد الأزهري أن هذه الاستراتيجية تمت بلورتها بعد لقاءات موسعة مع خبراء في القانون والنفس والإعلام والتربية خرجت برؤية علمية قابلة للتطبيق تعكس رؤية الدولة الحديثة في إعادة تشكيل الوعي الديني على أسس منضبطة تجمع بين الأصالة والمعاصرة