د. منال متولي تقود حوارًا علميًا جريئًا حول المناخ بألمانيا وتكشف خطورة المدمرين الصامتين
كتب - أ. د. السيد الشربيني
من قلب مدينة بون الألمانية، دوّى الصوت المصري عاليًا في واحدة من أبرز الفعاليات الجانبية لمؤتمر المناخ، عبر مشاركة لافتة للدكتورة منال متولي، التي ألقت الضوء على قضية علمية غائبة عن كثير من النقاشات البيئية: النمل الأبيض، أو كما وصفته بـ"المدمر الصامت"، وعلاقته بالتغيرات المناخية.
الندوة التي نُظمت بالتعاون بين مؤسسة الحلم للتنمية والابتكار (EDFDI)، ومنظمة ALLATRA للمناخ، والمؤسسة المصرية للحفاظ على التراث والبيئة والأسرة، جاءت بعنوان **"التقرير التحليلي عن مساهمة مصر في معالجة تحديات المناخ"**، وأقيمت في قاعة الاجتماعات H-1-04 بمنطقة الأعمال بمدينة بون، بحضور ممثلين دوليين ومهتمين بالشأن البيئي.
الدكتورة منال متولي، بصفتها واحدة من أبرز العقول العلمية في مصر، قدمت ورقة علمية متقدمة ناقشت من خلالها العلاقة بين الأنماط المناخية المتغيرة وزيادة نشاط النمل الأبيض، محذّرة من الأضرار الجسيمة التي قد تلحق بالمنشآت والمحاصيل الزراعية نتيجة هذا التفاعل غير المرئي.
وخلال كلمتها، استعرضت أيضًا تجارب المؤسسة في تقديم حلول علمية تطبيقية لملف المناخ، مؤكدة أن التحديات البيئية لا يمكن فصلها عن خطط التنمية المستدامة، ولا مواجهتها بمعزل عن تكامل الجهود بين الحكومات والمجتمعات المدنية والقطاع الخاص.
الفاعلية جاءت استكمالًا لدور مؤسسة الحلم في تعزيز الحضور المصري على الساحة الدولية، لا سيما بعد مشاركتها بوفود واسعة في مؤتمرات المناخ السابقة، وقيادتها لأكبر تمثيل مدني مصري في المحافل البيئية العالمية، مع التركيز على تبنّي قضية موحدة يتم مناقشتها عالميًا في كل دورة من دورات مؤتمر الأطراف.
الدكتورة منال متولي، التي تحمل سيرة ذاتية استثنائية، تشغل منصب المدير العام التنفيذي لشركة ميدور للبترول، وتعمل استشارية في مجالات الطاقة والبيئة والبترول، كما ترأس لجنة البيئة بنقابة المهندسين المصرية. وكان لها دور محوري في لجنة استرداد ممتلكات أسرة محمد علي من اليونان، ورفع العلم المصري فوقها بعد مرور 150 عامًا.
ومن بين إنجازاتها البارزة، مشروع السليكون بمدينة العلمين، الذي يُعد أحد المشروعات التكنولوجية القومية الكبرى، بالإضافة إلى براءة اختراع لتحويل بنزين 80 إلى 95 بالتعاون مع الكلية الفنية العسكرية، وهو المشروع الذي يُتوقع أن يدر على الاقتصاد المصري مليارات الدولارات.
على الصعيد الدولي، تركت بصمة مؤثرة، إذ دُعيت من قبل الفاتيكان لإقامة معرض تشكيلي بعنوان "مسار العائلة المقدسة"، وأهدت لوحة أصبحت من مقتنيات المقر البابوي. كما اختيرت كأهم امرأة في البحر المتوسط من قبل المؤسسات الإيطالية، ونالت لقب "نفرتيتي القرن الحادي والعشرين" عن جدارة.
رسالة منال متولي في مؤتمر المناخ ببون لم تكن مجرد عرض علمي، بل كانت تجسيدًا لقوة العلم المصري وإمكاناته في المساهمة الفعالة في صياغة الحلول العالمية لأخطر أزمات العصر.
