recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

ثورة 30 يونيو.. صوت الشعب أقوى من كل حسابات السياسة PDF

ثورة 30 يونيو.. صوت الشعب أقوى من كل حسابات السياسة PDF

 

ثورة 30 يونيو.. صوت الشعب أقوى من كل حسابات السياسة PDF


بقلم: أماني صقر


في لحظة تاريخية نادرة، خرجت الملايين من أبناء الشعب المصري في 30 يونيو 2013 ليعلنوا للعالم أن إرادة الجماهير لا تعرف الصمت، وأن الوطن لا يُدار إلا بتوافق جمعي ينبض من وجدان الأمة، لا بقرارات فوقية أو حسابات ضيقة.


لم تكن ثورة 30 يونيو حدثًا عابرًا أو مجرد حراك احتجاجي، بل كانت تصحيحًا لمسار كاد أن ينحرف عن جوهر ثورة 25 يناير، حين شعر المصريون أن الحلم الوطني يُختزل في جماعة، وأن مؤسسات الدولة تُختطف واحدة تلو الأخرى، لتصبح الدولة رهينة أجندات مغلقة لا تعبأ بالمصلحة العامة.


ما ميز هذه الثورة أنها حملت توقيعًا شعبيًا خالصًا، لا تنظمه أحزاب ولا تحركه قوى دولية، بل تغذيه ذاكرة وطنية متأججة بالشعور بالخطر، وخوف حقيقي على هوية الدولة المصرية التي ضلت الطريق نحو الديمقراطية التشاركية. هتف المواطن البسيط، وصاح المثقف، وتقدم رجل الشارع قبل النخب، لتتشكل مشهدية إنسانية رائعة: شعبٌ يرفض التفريط في مصيره.


الجيش المصري لم يكن بمعزل عن الشارع، وإنما كان انعكاسًا لإرادة الجماهير، فتحرك في لحظة فارقة ليحمي الدولة من الانزلاق إلى صراع أهلي بدا وشيكًا. فالمشهد لم يكن يتعلق برئيس أو نظام فحسب، بل بمصير وطن عريق يمتد بجذوره إلى آلاف السنين.


ومع مرور الأعوام، تبقى 30 يونيو لحظة فارقة أعادت صياغة معادلة العلاقة بين الشعب والسلطة. فالشعب لم يسعَ فقط إلى التغيير، بل أثبت أنه هو المصدر الحقيقي للشرعية. لا صندوق انتخاب وحده يكفي، إن لم يحترم صوت العقل الجمعي ويترجم آمال الأمة إلى واقع فعلي.


ورغم التحديات التي تلت هذه اللحظة المفصلية، يبقى لثورة 30 يونيو تأثيرها العميق في ترسيخ مفهوم أن مصر دولة مؤسسات، وأن المواطن المصري ليس رقماً في معادلة، بل هو من يكتب التاريخ حين تتطلب اللحظة أن يُقال فيها "كفى".


google-playkhamsatmostaqltradent