مركز شباب مدينة قنا.. قلعة رياضية وثقافية تسطع في قلب الجنوب
قنا - ممدوح السنبسي
وسط قلب مدينة قنا، ينبض مركز شباب مدينة قنا بالحياة والحيوية، كمنارة رياضية وثقافية تزدهر يومًا بعد يوم تحت قيادة أسامة قدوس مصطفى، رئيس مجلس الإدارة، الذي يسير بخطى واثقة نحو التميز، واضعًا نصب عينيه هدفًا واضحًا: بناء منظومة متكاملة تصنع الأبطال وتغرس القيم والانتماء في نفوس النشء.
استراتيجية العمل التي تبناها مجلس إدارة المركز منذ اليوم الأول كانت واضحة المعالم، تقوم على دعم كل الألعاب دون استثناء، وتحقيق التنوع الرياضي والثقافي، وفتح آفاق المشاركة أمام الشباب في مختلف الفئات. ويؤكد أسامة قدوس أن رسالة المركز لا تقتصر على الرياضة فقط، بل تمتد إلى بناء جيل يمتلك الوعي والثقافة والقدرة على التحدي والمنافسة في كل المجالات.
في إطار هذه الرؤية، شهد المركز نقلة نوعية في مشاركاته الرياضية، حيث انضم رسميًا إلى اتحاد الكيك بوكسينج واتحاد التايكوندو، وتم تشكيل فرق تمثل مركز شباب مدينة قنا، ما يعكس الاهتمام المتنامي بالألعاب الفردية التي تلقى إقبالاً من شباب المحافظة.
ولعل أبرز الإنجازات كانت على صعيد كرة القدم، حيث حصد الفريق الأول المركز الثاني في دوري مراكز الشباب النسخة العاشرة، وسط منافسة قوية من فرق المحافظات، بينما تألق فريق الناشئين تحت 15 سنة بتتويجه ببطولة المنطقة وصعوده إلى دوري القطاعات، مما يعكس نجاح منظومة إعداد الناشئين في المركز.
الألعاب الجماعية لم تكن بعيدة عن منصة التتويج، فقد أحرز فريق كرة اليد للدرجة الأولى المركز الثاني على مستوى قطاع جنوب الصعيد، وحقق فريق الكرة الطائرة للدرجة الأولى (ممتاز ج) المركز الثاني أيضًا، فيما لمع نجم فريق السلة للدرجة الأولى بحصوله على المركز الثاني على مستوى المنطقة، أما فريق السلة تحت 16 سنة فقد سجل إنجازًا مشرفًا بصعوده إلى تصفيات الجمهورية لعام 2025.
ولم يكن هذا النجاح الرياضي ليتحقق دون خطة علمية واضحة، ودعم كامل من مجلس الإدارة لكل الفرق، كما يؤكد الكابتن أسامة قدوس، الذي يحرص على توفير كل الإمكانات اللازمة لضمان بيئة تدريبية ملائمة وصحية.
وفي إطار التطوير المستمر، شهد المركز سلسلة من أعمال التحديث للبنية التحتية، من بينها تركيب كشافات حديثة للملعب القانوني لكرة القدم، وتجديد ملعب النجيل الصناعي الخماسي من خلال استبدال النجيل وتركيب إنارة جديدة، بما يعزز فرص التدريب على مدار اليوم.
وعلى خطٍ موازٍ، لم يغفل المركز دوره المجتمعي والإنساني، حيث أولى اهتمامًا بالغًا بذوي الهمم، وخصص لهم برامج وأنشطة تلائم احتياجاتهم، إيمانًا بأنهم جزء أصيل من المجتمع الرياضي، خصوصًا في ظل رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي لهذه الفئة، وهو ما ترجمته مشاركة أبناء المركز من ذوي الاحتياجات الخاصة في الفعاليات المختلفة.
النجاحات لم تتوقف عند الرياضة، بل امتدت إلى الجانب الثقافي والتوعوي. حيث شهد المركز إقامة العديد من الفعاليات الكبرى، مثل مسابقات حفظ القرآن الكريم، ودوريات المعلومات الثقافية، بالإضافة إلى اعتماد نادي العلوم والتكنولوجيا ضمن خطة وزارة الشباب والرياضة للمراكز الفعالة، وكذلك المجال الكشفي الذي شهد اعتماد فرق الأشبال والكشافة بشكل رسمي ضمن الخطط المعتمدة.
وفي المجال التثقيفي، نظم المركز عددًا من الندوات التوعوية حول انتصارات أكتوبر المجيدة، وذكرى ثورة 30 يونيو، ودور المرأة في المجتمع، فضلًا عن ندوات للتوعية بأهمية الصناعات اليدوية، وإعادة التدوير، تعزيزًا لفكر الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة.
رئيس مجلس الإدارة ثمَّن في حديثه دعم ومساندة قيادات وزارة الشباب والرياضة بالمحافظة، وعلى رأسهم محمد عبد الرحيم عرفة، وكيل الوزارة، والحاج أحمد حجاجي، نائب رئيس مجلس الإدارة الأسبق، إلى جانب جهود إبراهيم أحمد محمود أمين الصندوق، والدكتور محمود مبارك، ومحمود منتصر، وشيماء أحمد حجاجي أعضاء مجلس الإدارة، بالإضافة إلى الدور المتميز لمدير المركز محمد زكي.
هكذا يُسطّر مركز شباب مدينة قنا قصة نجاح حقيقية عنوانها الطموح والعمل والولاء، ويؤكد أن الرياضة والثقافة وجهان لعملة واحدة في بناء الإنسان، وصناعة المستقبل. تحت قيادة طموحة ومخلصة، يمضي المركز نحو مزيد من الإنجازات، مؤكدًا أن قنا تستحق أن تكون في صدارة المشهد الرياضي والثقافي على مستوى الجمهورية.