تظلمات الثانوية العامة.. الأمل الأخير لبقاء الحلم أو تغيير الوجهة
بقلم: فتحية حماد
لا يخفى على أحد كيف يعيش طلبة الثانوية العامة تلك المرحلة الفارقة في حياتهم؟ عامًا كاملًا بين الدراسة والتحصيل والضغط النفسي والتوتر يرافقهم الأمل فهو المحرك الأساسي الذي يدفعهم إلى تحقيق الحلم إيمانا منهم بأن الأمل هو خير من ترافقه في هذه الحياة.
فيسعون معه بكل جهد لتحقيق طموحاتهم وإدخال السرور على عائلتهم بتفوقهم في الثانوية العامة تلك اللحظة التي تعد اللبنة الأولى في تحقيق الأهداف والتطلعات خطوات قليلة ويصبح طبيبًا ناجحًا أو مهندسًا ماهرًا، أو يلتحق بما يلبي طموحاته وإمكانياته العلمية، قدوته زويل ومجدي يعقوب ومصطفى السيد وغيرهم من العلماء العظام والمهندسين المهرة في زمن كان من يجد ويجتهد يجد.
الوضع تغير وأصبحنا نجد من ذاق مرارة التعب والسهر والاجتهاد، حتى يصل إلى مرحلة إعلان النتيجة تلك اللحظات المرعبة ليفاجأ بأن المجموع خذله بسبب خطأ بشر أو آلة، خطأ ربما غير مقصود أثناء أعمال التصحيح والرصد، هكذا يحدثه قلبه وعقله وقناعاته.
فلم يعد أمامه إلا الأمل الأخير الذي يتمثل في لجان التظلمات التي تفتح أبوابها أمام هؤلاء الطلاب المقهورين والمجبورين أيضا على دفع رسوم التظلمات التي تحددها وزارة التربية والتعليم في محاولة أخيرة للحفاظ على آخر ما تبقى لهم من حلم.
لا يسعني في النهاية سوى أن أوجه رسالة إلى أبنائي وبناتي الطلبة: الثانوية العامة ليست نهاية المطاف، ويستطيع كل منكم أن يجتهد في المكان الجديد الذي قدره الله له ويثبت ذاته وثق بأنه لا توجد كليات قمة وكليات قاع، ولا تستسلم لليأس إن لم تستطع اللحاق بالجامعات الخاصة للظروف الاقتصادية الصعبة. في كل الأحوال لا تيأس ولا تترك الفرصة لأحد أن يمتص طاقتك وتشبث بحلمك وإن منعوك.
