الدكتورة منال متولي.. من ساحات الدبلوماسية في أوسلو إلى منصات العلم في بون
كتب أ. د. السيد الشربيني
بين الحضور الدبلوماسي الرفيع والإسهام العلمي المؤثر، تواصل الدكتورة منال متولي، زوجة السفير المصري لدى النرويج وأيسلندا الدكتور جمال عبد الرحيم متولي، كتابة فصل جديد في مسيرتها الاستثنائية، إذ شاركت مؤخرًا في الاحتفال الذي أقامته السفارة المصرية بأوسلو بمناسبة الذكرى الثالثة والسبعين لثورة 23 يوليو، في حفل حضره نخبة من ممثلي الجالية المصرية وكبار الشخصيات النرويجية والسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية.
الاحتفال جاء في أجواء وطنية مبهرة، تخللته عروض ترويجية للمقاصد السياحية المصرية، وأطباق تقليدية لاقت إعجاب الحضور، فيما ألقى السفير جمال متولي كلمة أكد خلالها عمق العلاقات المصرية النرويجية والنجاحات التي تحققت خلال الأشهر الماضية، وعلى رأسها الزيارة التاريخية للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى النرويج في ديسمبر 2024، ومشاركة وزير الخارجية المصري في منتدى أوسلو في يونيو 2025.
هذا الظهور الدبلوماسي المميز للدكتورة منال متولي يعكس جانبًا من شخصيتها متعددة الأدوار، فهي ليست فقط شريكة في العمل الدبلوماسي، بل تعد واحدة من أبرز العقول العلمية المصرية في مجالات الطاقة والبيئة والبترول، وتشغل منصب المدير العام التنفيذي لشركة ميدور للبترول، إلى جانب رئاستها لجنة البيئة بنقابة المهندسين المصرية.
ولعل مشاركتها اللافتة في مؤتمر المناخ بمدينة بون الألمانية تمثل خير دليل على ريادتها، إذ قادت هناك حوارًا علميًا جريئًا حول قضية غير مطروقة كثيرًا في النقاشات البيئية: "النمل الأبيض"، أو كما وصفته بـ"المدمر الصامت"، وعلاقته بالتغيرات المناخية، محذرة من خطورته على المحاصيل والمنشآت في ظل التغير المناخي المتسارع.
الدكتورة منال متولي تمتلك سجلًا حافلًا بالإنجازات، من بينها مشروع السليكون بمدينة العلمين الذي يعد من المشروعات القومية التكنولوجية الكبرى، وبراءة اختراع لتحويل بنزين 80 إلى 95 بالتعاون مع الكلية الفنية العسكرية، وهو المشروع الذي يتوقع أن يضيف مليارات للاقتصاد المصري. كما كان لها دور وطني بارز في لجنة استرداد ممتلكات أسرة محمد علي من اليونان، حيث رفع العلم المصري عليها بعد غياب 150 عامًا.
أما على الصعيد الثقافي، فقد دُعيت من الفاتيكان لإقامة معرض تشكيلي بعنوان "مسار العائلة المقدسة"، وأهدت لوحة أصبحت ضمن مقتنيات المقر البابوي، لتتوج بذلك مسيرة من الإبداع والريادة جعلتها تختارها مؤسسات إيطالية كأهم امرأة في البحر المتوسط، وتلقب بـ"نفرتيتي القرن الحادي والعشرين".
من أوسلو إلى بون، ومن ساحات الدبلوماسية إلى قاعات البحث العلمي، تظل الدكتورة منال متولي نموذجًا مشرفًا للمرأة المصرية التي تحمل رسائل وطنها إلى العالم، علمًا وثقافة وحضارة.


