خبير أمن المعلومات: التكنولوجيا ضرورة وجودية والأمن الرقمي جزء من بقاء الدول
حذر المهندس مؤمن أشرف، الخبير الدولي في أمن وتكنولوجيا المعلومات، من خطورة التخلف عن مواكبة التحولات الرقمية المتسارعة التي يشهدها العالم، مؤكدًا أن الزمن لم يعد يتسع للانتظار أو التأجيل، وأن المؤسسات والدول التي لا تتكيف مع هذا الواقع الرقمي قد تخرج من سباق المستقبل في وقت أقرب مما تتصور.
وأوضح أشرف أن التحول الرقمي لم يعد ترفًا أو خيارًا مطروحًا، بل بات مسارًا إجباريًا لا يمكن الفكاك منه، خاصة في ظل تطورات مذهلة تطرأ يوميًا في مجالات الذكاء الاصطناعي وسلاسل الكتل وتقنيات التشفير، التي أصبحت بدورها أعمدة أساسية في بنية الاقتصاد العالمي الحديث.
وأكد أن الأمن السيبراني لم يعد مجرد أداة تقنية لحماية المعلومات، بل تحول إلى أحد أركان الأمن القومي لأي دولة، مشيرًا إلى أن أي خرق أمني اليوم قد يؤدي إلى خسائر بمليارات الجنيهات، فضلًا عن تدمير الثقة العامة وضرب السمعة المؤسسية في مقتل.
وشدد على أن الاستثمار في الكوادر البشرية المتخصصة أصبح هو الرهان الأهم، حيث إن تأهيل العنصر البشري لمواجهة التحديات الرقمية هو ما يصنع الفارق، وليس مجرد اقتناء الأجهزة أو البرمجيات الحديثة.
وأشار أشرف إلى وجود أزمة حقيقية في الوعي الرقمي، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات، موضحًا أن الكثيرين يقعون في فخ التطبيقات المجانية والمفتوحة دون إدراك حقيقي لسياسات الخصوصية أو مصير البيانات الشخصية التي تُنقل وتُخزن عبرها، مما يفتح الباب واسعًا أمام الاختراقات وسرقة المعلومات.
وأضاف أن الثقة المطلقة في الأنظمة الداخلية للمؤسسات تمثل نقطة ضعف قاتلة، داعيًا إلى تعزيز ثقافة الحذر والتحديث المستمر، وبناء استراتيجيات فعالة للتأمين الرقمي تشمل التدريب والتقييم المستمر للمخاطر.
واختتم المهندس مؤمن أشرف تصريحاته بالتأكيد على أن العالم بات يواجه سؤالًا مصيريًا لم يعد يدور حول استخدام التكنولوجيا من عدمه، بل حول مدى القدرة على البقاء بدونها، مضيفًا أن الذكاء الاصطناعي، والأمن الرقمي، والحوكمة التكنولوجية لم تعد أدوات تشغيل بل صارت قرارات تحدد من سيبقى على قيد التقدم، ومن سيسقط خارج إطار الزمن الرقمي.
