هروب سجين من سجن فرنسي داخل حقيبة زميله يثير الجدل والتحقيقات
في واقعة نادرة وغير مسبوقة، تشهد فرنسا حالة من الذهول بعد هروب سجين عشريني من داخل سجن كورباس القريب من مدينة ليون، مستخدمًا وسيلة غير متوقعة تمثلت في الاختباء داخل حقيبة زميله المفرج عنه.
السجين الهارب، ويدعى إليزيد. أ، والبالغ من العمر 20 عامًا، استغل لحظة إطلاق سراح رفيقه في الزنزانة ليختبئ داخل حقيبته، ويغادر السجن دون أن تكتشفه أي من فرق الأمن أو التفتيش. الواقعة التي وُصفت بالحادثة "الفريدة" دفعت إدارة السجن إلى إعلان حالة استنفار وفتح تحقيقات موسعة لتحديد أوجه القصور.
مدير السجن، سيباستيان كوويل، أقر في تصريحات مباشرة على قناة BFMTV، أن ما حدث يكشف عن تراكم خطير للأخطاء داخل المؤسسة العقابية، مشيرًا إلى أن الواقعة تعد سابقة لم تحدث من قبل في هذا السجن، وتعكس خللًا كبيرًا في الإجراءات الأمنية.
وبحسب مصادر مطلعة على التحقيق، لم يكن من المنطقي تجاهل وزن الحقيبة، الذي قُدر ما بين 50 و60 كيلوجرامًا، ما أثار شكوكًا حول تواطؤ محتمل أو إهمال واضح، خاصة أن السجين المفرج عنه استخدم عربة لنقل الحقيبة وغادر دون إخضاعها لأي عملية تفتيش.
وذكرت التحقيقات الأولية أن إليزيد، الذي كان معروفًا سابقًا بارتكاب جنح بسيطة، أصبح اليوم محل تحقيق في قضايا أكثر خطورة تتعلق بالتآمر الجنائي واستيراد وحيازة أسلحة حرب، كما صدرت بحقه أوامر اعتقال ضمن ملف يتعلق بالجريمة المنظمة، وفق ما أفاد به مكتب المدعي العام في ليون.
السلطات الفرنسية كثّفت من جهودها للقبض على الهارب، وسط تساؤلات متصاعدة حول الثغرات الأمنية التي سمحت بوقوع مثل هذا الهروب الغريب، والذي بات حديث الشارع الفرنسي ووسائل الإعلام، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات حول المتورطين في هذا السيناريو السينمائي الذي تحول إلى حقيقة.