قرية ميت محسن بمركز ميت غمر تحتفل بـ20 حافظًا للقرآن في أمسية روحانية مبهرة
كتب - حسن سليم
شهدت قرية ميت محسن التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، أمسية قرآنية استثنائية، اتشحت خلالها السماء بأجواء من السكينة والجلال، احتفالًا بتكريم عشرين من أبنائها وبناتها الذين أتموا حفظ كتاب الله الكريم، في ليلة روحانية من ليالي الجمعة المباركة، وسط حضور كثيف من أهالي القرية، وعلماء الأزهر الشريف، وشيوخ ووعاظ، وأساتذة جامعات، ورجال أعمال.
وامتلأت قاعة "المارينا الجديدة" بجمهور غفير جاء من كل أرجاء القرية، ليشارك في هذا العرس الديني البهيج الذي نظمته لجنة تحفيظ القرآن بميت محسن، وضم خمسة عشر فتاة وخمسة أولاد، تبدأ أعمارهم من المرحلة الإعدادية، في إنجاز يبعث الفخر في نفوس الجميع، ويؤكد على تجذر قيم الإيمان والعلم في وجدان أبناء القرية.
الاحتفال بدأ عقب صلاة المغرب، حيث صدحت القاعة بتلاوات مباركة، وابتهالات دينية وتواشيح روحانية أسرت القلوب، تبعها كلمات مؤثرة لعدد من علماء الأزهر، ودعاة ووعاظ تناولوا فيها فضل حفظ القرآن وأثره في بناء الشخصية المسلمة، مؤكدين أن حاملي كتاب الله هم نور المجتمع ومصدر قوته الروحية والأخلاقية.
وتعاقبت الكلمات المضيئة التي ألقاها ضيوف الحفل، لتشد على أيدي الحافظين وتحثهم على الاستمرار في مسيرة العلم والدعوة، مع توجيه رسائل شكر وتقدير إلى أولياء الأمور الذين ساندوا أبناءهم في هذا الطريق المبارك، وللجنة المنظمة التي سهرت على إعداد هذا المحفل الذي أعاد للقرية روحها وأكد على رسالتها الدينية الأصيلة.
وأشاد الحضور بالأداء المتميز للدكتور خالد ناصف، الذي أدار فقرات الحفل بروح مرحة وعذوبة لافتة أضفت على الأجواء مزيدًا من البهجة والدفء، في حين توج الحفل بتكريم الحافظين وسط تصفيق الحضور ودعواتهم لهم بالمزيد من التوفيق والثبات.
وقد أعرب الأستاذ محمد فرج ناصف، رئيس لجنة تحفيظ القرآن بالقرية، عن سعادته البالغة بنجاح الحفل، مؤكدًا أن هذا الإنجاز يأتي ثمرة لجهد دؤوب بذله المعلمون والمشايخ، ودعم متواصل من الأهالي، وأن اللجنة ماضية في رسالتها حتى يتحقق حلم تحويل ميت محسن إلى "بلد القرآن"، بعد أن بلغ عدد الحافظين فيها حتى الآن 217 حافظًا.
وختم الحفل بالدعاء لمصر بالأمن والاستقرار، وللأزهر الشريف وشيوخه الأجلاء بأن يظلوا حصنًا للإسلام الوسطي، مشددين على أهمية استمرار هذه اللقاءات التي توطد الصلة بين الأجيال الجديدة وكتاب الله، وتؤكد أن النور لا ينطفئ ما دام في الأمة من يحمله ويحفظه في قلبه.
