شعاع نور من عبق التاريخ BDF
بقلم: رضا حليمة
المتأمل في معظم ما يدور حولنا شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً يصاب بإحباط شديد وسوداوية لا مثيل لها.. ومن ثم تشاؤم ويأس نظراً لما تمر به المنطقة والعالم الإسلامي والعربي من صراعات قاتلة وحروب طاحنة ومشاكل معقدة وخاصة على سبيل المثال لا الحصر ما يحدث لأهلنا في غزة والحقيقة ما يزيد الأمر تعقيداً وإحباطا هو الخطاب الصادر من وسائل الإعلام والسوشيال ميديا وهو خطاب محبط ومتشائم رغم أنه من المفروض على الإعلام والإعلاميين ومن يخاطبون الناس في أي زمان ومكان أن ينظروا إلى الجانب المضيء ولو كان يسيراً ويبثوا في الناس روح الأمل والتفاؤل حتى لا تحدث الهزيمة النفسية بجانب الهزيمة المادية وإن ما تمر به المنطقة الآن والعالم العربي والإسلامي يذكرنا بتلك المقولة الشهيرة (ما أشبه الليلة بالبارحة) ..فالتاريخ يعيد نفسه وصفحات التاريخ متشابهة ومتكررة لا سيما تغير الأسماء والأشخاص فقط هل لك أن تتصور أن مؤرخاً كبيراً كابن الأثير بعد أن رأى سقوط بغداد ودخول التتار بلاد المسلمين واستباحة الحرمات وانتهاك المقدسات وقتل ما يقرب من المليون شخص وهدم وتدمير الحضارات قال إبن الأثير :من الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام والمسلمين؟!! ومن الذي يهون عليه بذكر ذلك؟! فيا ليت أمي لم تلدني وليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً وما هي إلا سنوات معدودة ويهزم التتار في معركة عين جالوت على يد الملك المظفر سيف الدين قطز رحمه الله و مثل هذه الحوادث في التاريخ كثيرة وحالكة ولو ركزنا عليها لرأينا السواد والمرار بعينه وهذا ما لا ينبغي أن يحدث ومن الحقائق المسلم بها أن هذه الأمة الإسلامية والعربية قد تمرض ولكنها لا تموت أبدا وقد تنام ولكن لا يطول نومها وان أشد ساعات الليل ظلمة.
هي الساعة التي تسبق الفجر وأن النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا وإذا اشتد الحبل انقطع وإذا ضاق الأمر اتسع وان غدا لناظره قريب.. فصبراً اهلنا في غزة وصبراً أهلنا في سوريا وليبيا والعراق واليمن وصبراً أهلنا في كل بقاع الأرض العربية والإسلامية وفي كل مكان أصابته الشدة والمحنة غداً سيشرق النور وينقشع الظلام ويلوح في الأفق رايات النصر فهذا موعود الله لهذه الأمة وكذلك موعود رسوله صلى الله عليه وسلم فما علينا إلا الصبر واليقين والثقة في موعود ربنا وما علينا إلا الأخذ بالأسباب والاستعداد لأي خطر يداهمنا حتى يكتب الله للأمة النصر والتمكين والغلبة والسيادة والريادة وتعلو راياتها بسواعد أبنائها على كل الرايات.
إن شعاع النور المنبثق من صفحات التاريخ يجعلنا نقول لمن يسأل متى نصر الله؟!
لتكون الإجابة
ألا إن نصر الله قريب.
