صوتك مسؤولية وطنية وتأثير لا يستهان به ... "صوتك أمانة هايفرق معانا" BDF
بقلم: دكتور بيتر ناجي
عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والتشريع – وزميل جمعية الضرائب المصرية
تمر بلادنا اليوم بمرحلة دقيقة تستوجب من الجميع الوعي والانتباه، والمشاركة الجادة في صناعة القرار. وفي ظل ما تشهده الساحة الوطنية من استعدادات لانتخابات مجلس الشيوخ، يتردد في أذهان البعض السؤال المعتاد:
هل سيُحدث صوتي فرقًا؟
هل تستحق المشاركة النزول إلى لجان الاقتراع؟
والإجابة الواضحة والحاسمة: نعم، صوتك يُحدث فرقًا.
صوتك ليس مجرد ورقة تلقى في صندوق، بل هو تعبير عن الوعي والانتماء، ووسيلة سلمية لممارسة حق دستوري أصيل، يضمن أن تكون شريكًا في رسم ملامح المستقبل، لا مجرد متفرج عليه.
من المستفيد من غيابك؟
لا يمكن إنكار أن هناك من يسعى عمدًا لتصدير الإحباط، وإقناعك بأن المشاركة لا طائل منها. تلك الرسائل ليست عفوية، بل تقف وراءها أطراف تتغذى على ضعف حضورك، وتستفيد من صمتك.
المستفيد الحقيقي هو من يريد أن يقتل في داخلك الأمل، ويقضي على أي دافع إيجابي نحو التغيير والبناء، وهو من يسعى لتفريغ الساحة من المواطنين أصحاب الرأي الحر والانتماء الصادق.
ذلك المستفيد قد لا يُعلن عن نفسه صراحة، لكنه يتخفى خلف شعارات ظاهرها العقل والمنطق، وباطنها يأس وتشكيك وتفكيك، هدفه الأول والأخير هو تقويض المشاركة الشعبية، وتمكين أصحاب المصالح الضيقة.
ثق أن كل دعوة إلى المقاطعة لم تخرج يومًا من مصري أصيل مخلص لوطنه، بل خرجت من توجهات تُناقض فكرة الانتماء، أو من نفوس اعتادت السلبية، وأسهمت في إضعاف الروح الوطنية من حيث تدري أو لا تدري.
يوم 4 و5 أغسطس.. مصر تناديك
موعدنا مع الوطن يقترب، يوم الاثنين والثلاثاء، الموافق 4 و5 أغسطس 2025.
هما يومان في غاية الأهمية، ينبغي أن يحرص كل مواطن على أن يكون فيهما حاضرًا ومشاركًا بصوته وإرادته.
لا تدع أحدًا يقنعك بأن الأمر لا يعنيك، فكل صوت له قيمة، وكل مشاركة لها أثر. النزول إلى لجان الاقتراع هو دليل وعي، وموقف وطني يرسخ الثقة في مؤسسات الدولة، ويمنح التجربة الديمقراطية عمقًا ومصداقية.
لماذا مجلس الشيوخ مهم؟
مجلس الشيوخ ليس مجرد غرفة برلمانية ثانية، بل هو مؤسسة تشريعية تضطلع بدور كبير في إثراء السياسات العامة، ومراجعة مشروعات القوانين، وإبداء الرأي في القضايا الوطنية الكبرى.
وجود هذا المجلس قويًا، ومتوازنًا، ويعبر عن إرادة الناخبين، هو أحد دعائم الاستقرار التشريعي، وضمانة لتوسيع دائرة الحوار الوطني.
صوتك مسؤولية لا ينبغي التنازل عنها
المشاركة في الانتخابات ليست منّة، ولا إجراءً روتينيًا، بل هي مسؤولية وطنية. المشاركة تعني أنك حاضر، تعني أنك تملك رأيًا، وتؤمن بقدرتك على التأثير.
أما الامتناع، فهو انسحاب من المشهد، وترك للمجال كي يشغله من لا يمثل تطلعاتك، وربما لا يدرك واقعك.
صوتك هو وسيلتك للتغيير، وهو أيضًا أمانة بين يديك، تجاه نفسك، وتجاه وطنك، وتجاه مستقبل أبنائك.
كلمة أخيرة
الوطن لا يُبنى بالصمت، ولا يتقدم بالعزوف.
بل ينهض حين يقرر أبناؤه أن يكونوا حاضرين، فاعلين، صانعين للتغيير، لا منتظرين له.
لا تترك مكانك فارغًا يوم 4 و5 أغسطس.
شارك، وكن جزءًا من بناء وطنك، ودافعًا لمسيرته نحو المستقبل.
صوتك أمانة.. سيفرق معنا، وسيسجله التاريخ بأنك اخترت أن تكون في صف الوطن.
