خلاف على الميراث ينتهي بجريمة قتل في قنا
لم تكن خلافات الميراث في قرية نجع سعيد بمركز دشنا شمال قنا مجرد نزاع عابر، بل تحولت إلى مأساة دامية أنهت حياة شاب وأدخلت ابن عمه خلف القضبان، لتكتب سطرًا جديدًا في سجل الصراعات العائلية التي كثيرًا ما تهدم البيوت وتطفئ أنوارها.
الضحية محمود، في العقد الرابع من عمره، دخل في خلافات ممتدة مع ابن عمه على قطعة ميراث، ومع مرور السنوات احتدم النزاع حتى خرج عن السيطرة، وانتهى بمقتله إثر طعنات قاتلة وجهها له نجل عمه بسلاح أبيض، لتتحول الخصومة إلى دم، ويضيع الميراث بين القبور والزنازين.
تفاصيل الحادثة بدأت مع تلقي الأجهزة الأمنية بلاغًا بمصرع محمود م.م البالغ من العمر 41 عامًا بعد تعرضه لطعنات نافذة على يد قريبه أ.م.م، البالغ 30 عامًا. التحقيقات الأولية أكدت أن الخلاف كان قديمًا ومتجددًا حول الميراث، وأن جلسات الصلح لم تفلح في احتوائه.
سرعان ما انتقلت قوة أمنية إلى موقع الجريمة ونجحت في ضبط المتهم خلال ساعات قليلة. وبمواجهته بما توصلت إليه التحريات، أقر بارتكاب الجريمة بدافع الخلافات العائلية المستمرة.
النيابة العامة تولت التحقيق، وأمرت بتشريح جثمان الضحية لبيان أسباب الوفاة والتصريح بدفنه بعد استكمال الإجراءات الشرعية. كما قررت حبس المتهم أربعة أيام احتياطيًا على ذمة التحقيق، وجدد قاضي المعارضات الحبس خمسة عشر يومًا إضافية، مع طلب صحيفة الحالة الجنائية للمتهم واستكمال تحريات المباحث حول الواقعة.
وهكذا تحولت قضية ميراث إلى مأساة إنسانية فقدت فيها أسرة ابنها، بينما تنتظر أخرى مصيرًا مجهولًا لابنها خلف القضبان، لتبقى القرية شاهدة على أن الخلافات العائلية حينما تتحول إلى دم لا تورث سوى الألم والخسارة.
