recent
أخبار ساخنة

روتشيلد والعرب.. ودعم الصهيونية

 

روتشيلد والعرب.. ودعم الصهيونية

روتشيلد والعرب.. ودعم الصهيونية


بقلم: محمد الطويل

عائلة روتشيلد تُعد من أشهر العائلات في العالم من حيث الثراء والنفوذ، ولها وجود في عدة دول، من بينها روسيا، لكنها على اختلاف مواقعها الجغرافية متحدة على هدف واحد: دعم المشروع الصهيوني بكل الوسائل الممكنة. وهذا الدعم ليس وليد اللحظة، بل يعود إلى ما قبل وعد بلفور، ويكفي أن نستحضر ما جاء على لسان بعض أفرادها من عبارات تُلخّص استراتيجيتهم: "سنجعل أبناء هذه الشعوب النامية يسرقون الأموال العامة ويودعونها في بنوكنا، ثم نقرضهم منها بشروطنا، ونمهد لإشعال الثورات والفتن".


ما يُثير العجب ليس مواقف هذه العائلة أو تحركاتها، فكل شيء متوقع من أرباب المصالح الكبرى. بل ما يُثير الدهشة حقًا هو هؤلاء الذين يتكلمون بألسنتنا وينتمون إلى ثقافتنا، لكنهم يهاجمون وطنهم، ويشككون في مواقف مصر، متجاهلين عمداً دورها المحوري في القضية الفلسطينية، وفي استقرار المنطقة بأسرها.


هؤلاء يُسخّرون كل طاقتهم لتسليط الضوء على السلبيات، وتهويل الأخطاء، دون أي محاولة لفهم السياق أو تقدير التحديات. وكأن بوصلتهم ضاعت في زحمة التحليلات المشبوهة، فلا يرون إلا ما يُراد لهم أن يروا، ولا يسمعون إلا صدى الصوت القادم من الخارج، حتى أصبح بعضهم في غفلة يُكرر ما تمليه عليه جهات لا تريد الخير لهذه الأمة.


الحملات الموجهة ضد مصر لم تعد خفية، بل أصبحت تُدار بعناوين مضللة وبخطاب عاطفي ظاهر، لكنه يحمل في طياته مشروع تفتيت وإضعاف. فمصر لم تكن يومًا دولة عابرة في معادلة الصراع، بل هي الورقة الباقية، وصمام الأمان في وجه الطامعين.


ليست هذه الأمثلة تبريرًا للفساد، ولا دعوة للصمت عن مظالم الفلسطينيين أو غيرهم من المستضعفين في الأرض، بل هي دعوة للتعقل، لإدراك أن في لحظات الاختبار الكبرى يجب التمييز بين العدو والصديق، بين النقد الهادف والهدم المقصود.


التاريخ علّمنا أن الخيانة لا تُنتج أوطانًا، بل تسقط أصحابها في هوة لا قرار لها. فمصير الخائن معروف، ينتهي دائمًا على يد من خدمهم، وتاريخنا حافل بالشواهد. في زمن كثرت فيه الشائعات واشتدت فيه الفتن، نحتاج إلى ترديد قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من مات دون أرضه وعرضه فهو شهيد".


ويقول العرب: "لا تمنح ثقتك لأحد حتى تستبين أربعا: ثبات وده، وحياءه، وحسن ظنه، وتقديمه للحق على نفسه"، لكن ما نراه من مواقف بعض الجماعات والأحزاب تجاه مصر مؤخرًا يُظهر سوء الظن، وتقلب المواقف، وتغليب الباطل في صورة ضجيج لا يملك حجة، ولسان حالهم "إن لم تستحِ فاصنع ما شئت".


google-playkhamsatmostaqltradent