ندوة كبرى في داكار حول الزكاة تشهد إقبالًا واسعًا وانتساب المئات لمؤسسة رسالة السلام
كتبت - آية معتز صلاح الدين
شهدت العاصمة السنغالية داكار أمس واحدة من أبرز الفعاليات الفكرية التي نظمتها مؤسسة رسالة السلام للدراسات والبحوث برعاية المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي مؤسس المؤسسة. وقد امتلأت قاعة كبرى بالجماهير منذ الساعات الأولى، حيث حضر العلماء والأئمة وأساتذة الجامعات وطلاب الدراسات الإسلامية والعلوم الاجتماعية إلى جانب قيادات شبابية ونسائية وشخصيات من المجتمع المدني.
افتتحت الندوة بتلاوة قرآنية عطرة أضفت أجواء روحانية على المكان، أعقبها كلمة السالك عبد الرحمن مسؤول رسالة السلام بالسنغال الذي أكد أن داكار تحتضن فكرًا قرآنيًا أصيلًا يعيد الاعتبار لقيم الإنسان، مشيرًا إلى أن رسالة السلام مشروع إنساني عالمي يفخر السنغاليون بالمشاركة فيه.
من جانبه تحدث الأستاذ ببكر فاتي عميد كلية المعلوماتية والتقنيات الحديثة بجامعة انتا جوب عن دور الزكاة في التنمية والعدالة الاجتماعية، مؤكدًا أنها ليست مجرد صدقة وإنما مؤسسة اقتصادية قادرة على القضاء على الفقر إذا طُبقت بشكل صحيح.
أما مجدي طنطاوي المدير العام لمؤسسة رسالة السلام فألقى محاضرة بعنوان "ولقد كرّمنا بني آدم... الهدف الأسمى لرسالة السلام"، شدد فيها على أن تكريم الله للإنسان هو الأساس لكل الشرائع السماوية، وأن السلام لا يقتصر على غياب الحرب بل يقوم على منظومة من القيم التي تحمي كرامة الإنسان.
وتناول الشيخ محمد آن عضو المجلس الإسلامي المحلي مقاصد الزكاة باعتبارها نظامًا للتكافل وحماية كرامة الفقير، فيما أكد الإمام عمر جلو إمام الجامع الكبير في داكار أن الزكاة ركن أساسي في الإسلام يطهر النفوس قبل الأموال، داعيًا الشباب والنساء إلى إحياء هذه الفريضة.
واختتمت الندوة بتوزيع نسخ من كتاب "وثيقة الدخول في الإسلام" وبطاقات الانتساب للمؤسسة، حيث شهدت القاعة إقبالًا واسعًا من مئات الرجال والنساء للتسجيل والانضمام إلى رسالة السلام، في مشهد عكس مدى التجاوب الشعبي مع أفكار المؤسسة في السنغال.
شارك في الفعالية عدد من كوادر المؤسسة بينهم القس جرجس عوض، حي حسن معاوية، الحاج محمد الأمين، الخديم سيمدح، إلى جانب شخصيات سنغالية بارزة يتقدمها مستشار الوزير الأول.
وانتهت الندوة في أجواء من الحماس والرضا، حيث أجمع الحضور على أن اللقاء لم يكن مجرد محاضرات بل تجربة فكرية وروحية أعادت الثقة في قدرة الإسلام على تقديم حلول عملية لمشكلات العصر، مضيفة محطة جديدة في مسار مؤسسة رسالة السلام التنويري في إفريقيا.
