أقصري يهدي قصرا لأهل القرآن
كتب - عبدالعزيز حمادي
ضرب الحاج رجب المجلى، أحد أبناء قرية البعيرات بمدينة القرنة غرب محافظة الأقصر، أروع الأمثلة في الكرم والبر، بعدما تبرع بقطعة أرض من أملاكه الخاصة، وأشرف بنفسه على بناء مبنى فاخر الطراز ليكون صرحًا لتحفيظ كتاب الله.
المبنى الذي بات يُعرف باسم "دار اقرأ لتحفيظ القرآن الكريم" لم يُشيَّد بغرض الذكرى أو التفاخر، بل أُقيم طمعًا في رضا الله وأملًا في قصرٍ آخر بالآخرة، كما وصفه أهالي القرية. هذه الدار، التي أصبحت محط أنظار كل راغب في حفظ القرآن، تمثل نموذجًا حقيقيًا للتكافل والعمل الخيري الهادف.
الدار يديرها الدكتور محمد حسان الدناوي، أحد أبناء القرية، وهو شاب معروف بخلقه وتواضعه، تولى مهمة الإشراف على هذا المشروع القرآني بكل جدية ونظام. وقد خصص الطابق الأول لحلقات التحفيظ، بينما خُصص الطابق الثاني لتعليم مبادئ القراءة والكتابة والإملاء.
المُلفت في الدار هو التنظيم والنظافة والانضباط، رغم كثافة الأعداد من الأطفال والفتيات والشباب. حلقات التحفيظ منتشرة في كل أركان المبنى، حيث يجلس المعلم أو الشيخ محاطًا بتلاميذه، يلقّنهم آيات القرآن، ويربيهم على آدابه.
ويضم الفريق القائم على الدار نخبة من المعلمين والمعلمات المخلصين، من بينهم الشيخ سيد علي محمد، الذين بذلوا جهدًا كبيرًا في ترسيخ ثقافة العلم والنظام داخل جدران هذا المكان المبارك.
وقد حصد عدد من طلاب الدار جوائز على مستوى الجمهورية والمحافظة في مسابقات حفظ القرآن الكريم، ما جعلها منارة قرآنية تستقطب أبناء المنطقة، رغم ضيق المساحة.
اليوم، تطمح الدار إلى التوسع، سواء بتوسعة المبنى الحالي أو إنشاء فروع جديدة في أنحاء محافظة الأقصر، لتستمر رسالتها النبيلة في خدمة أهل القرآن وتخريج حفظة يتلون كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار.
