الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية يؤكد أهمية الدبلوماسية الدينية في حل النزاعات خلال قمة ماليزيا
كتبت – فتحية حماد
شارك الأستاذ الدكتور سامي الشريف، الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، في القمة الثانية للقيادات الدينية المنعقدة بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، برعاية رئيس وزراء ماليزيا والشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي.
وخلال كلمته في الجلسة العلمية الثالثة بعنوان "الدبلوماسية الدينية ومواجهة النزاعات"، شدد الشريف على أن القيادات الدينية رغم عدم امتلاكها سلطة إنهاء الحروب بشكل مباشر، إلا أنها تظل قوة فاعلة ذات شرعية معنوية وأخلاقية راسخة في وجدان الشعوب، بما يمنحها القدرة على التأثير في أتباعها وتوجيه الطاقات نحو نبذ العنف والكراهية وتعزيز قيم المحبة والسلام والحوار.
وأوضح أن هناك حاجة إلى مقاربات مبتكرة تتجاوز حدود الدبلوماسية التقليدية، وفي مقدمتها "الدبلوماسية الدينية" التي تستند إلى القيم الروحية والأخلاقية المشتركة بين الأديان لتقريب وجهات النظر وبناء الجسور بين الشعوب والحضارات المختلفة، لافتًا إلى أن موضوع الجلسة يعكس رؤية ثاقبة نظرًا لأن كثيرًا من الصراعات المعاصرة نشأت لأسباب دينية وعرقية.
وأشار الشريف إلى أن الدبلوماسية الدينية يمكن أن تلعب دورًا إيجابيًا في حل النزاعات ذات الطابع الطائفي، ومكافحة خطاب الكراهية، وبناء الثقة بين الشعوب على أرضية من العدالة والرحمة والسلام، إضافة إلى دعم الحوار بين الحضارات والجهود الإنسانية والتنموية، ودمج هذا المفهوم في برامج التدريب الدبلوماسي، وإنشاء منصات دائمة للحوار بين الأديان، مع الاستفادة من التكنولوجيا لنشر ثقافة التعايش والسلام.
وأضاف أن ضعف تأثير القوى الكبرى وتراجع دور المؤسسات الدولية في حل الصراعات دفع الشعوب إلى النظر نحو القيادات الدينية كمرجع أخلاقي قادر على تهدئة التوترات وبناء جسور الثقة بين الأطراف المتنازعة.
كما أشاد الأمين العام بجهود رابطة العالم الإسلامي في تعزيز قيم العدالة والسلام والعيش المشترك، مستشهدًا بالمبادرات التي أطلقها الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى من منبر الأمم المتحدة، والتي تجسد دورًا رائدًا للدبلوماسية الدينية في خدمة البشرية.
وخلال القمة، التقى الدكتور سامي الشريف بعدد من القيادات الدينية ورؤساء الجامعات والمفتين من مختلف دول العالم، حيث جرى التباحث حول القضايا التي تهم المجتمعات المسلمة والشعوب الساعية للاستقرار والسلام.





